جبهة صعدة.. رمزية المحافظة وأهمية الموقع ترسمان خطا مختلفا للحرب

تقارير وتحقيقات

الحزام الأمني
الحزام الأمني

تولي مليشيا الحوثي الحرب في صعدة اهتماما كبيرا، لرمزية المحافظة، كونها معقل زعيم المليشيا، ومنها انطلقت جحافلها للسيطرة على المحافظات اليمنية أواخر العام 2014.

 

ولأجل ذلك، دفعت المليشيا، منذ وقت مبكر، بأعداد كبيرة من مسلحيها المدربين إلى مناطق صعدة القريبة من حدود المملكة العربية السعودية.

 

وعلى الرغم من اهتمام المليشيا بهذه الجبهة، ومعرفة مسلحيها، بتضاريسها جيدا، إلا أن قوات الجيش الوطني المدعومة من التحالف العربي، نجحت في فتح خمس جبهات، وسيطرة على عدد من المناطق، وتمكنت من الاحتفاظ بها.

 

وتمتد الجبهات المفتوحة على طول الحدود مع المملكة، من مديرية كتاف كتاف شرقا، مرورا بمديريتي باقم ورازح شمالا، وصولا إلى مديرية الظاهر في الجنوب الغربي للمحافظة. يضاف إلى ذلك جبهة مديرية الحشوة التي فتحت أخيرا في شرق المحافظة على حدود محافظة الجوف.

 

ورغم أن القوات الحكومية لم تحكم سيطرتها على أي من المديريات الأربع بشكل كامل، منذ نحو ثلاثة أعوام، إلا أن المحافظة تحولت إلى ثقب أسود لابتلاع جحافل المليشيا الذين يتم الدفع بهم من عدة محافظات.

 

وخلال الأيام الماضية، وصلت إلى مستشفيات صنعاء وذمار عشرات الجثث لمسلحين وقادة حوثيين لقوا مصرعهم في جبهة الحدود.

 

 

 

جبهة ضغط:

 

إلى جانب رمزية المحافظة، تحرص المليشيا على الاحتفاظ بها تحت سيطرتها، لأنها جبهة ضغط، كونها تقع على الحدود مع المملكة، ولأنها الأنسب لإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه المملكة.

 

إيران أيضا تعتبر هذه الجبهة من أوراق التصعيد في مواجهة العقوبات الأمريكية، وبدا ذلك واضحا خلال موجة العقوبات الأخيرة، حيث صعدت المليشيا، بالتزامن معها، هجومها الجوي والصاروخي على مطارات مدنية في أبها وجازان.

 

 

 

التقدم البطيء أهم:

 

ويرى محللون عسكريون أن التقدم البطيء لقوات الجيش في محافظة صعدة أكثر أهمية من التوغل غير المحسوب، لمعرفة المليشيا بتضاريس المحافظة.

 

ويضيف المحللون، لـ"اليمن العربي": هذا التقدم مهم، شريطة أن يستمر وبنفس الوتيرة.

 

ووفق المحللين، فإن ما حققته قوات الجيش حتى اللحظة يوضع في خانة الإنجازات، كونه حال دون استثمار المليشيا لهذه الجبهة على النحو الذي يمكن أن يحقق لها بعض المكاسب.