"الخليج" تكتب عن وعد بلفور أو وعد ترامب

عرب وعالم

ترامب
ترامب

قالت صحيفة خليجية، "في الذكرى ال 102 لوعد بلفور، نتطلع حولنا ونعاين أوضاعنا، فلا نجد إلا البؤس والهوان والصراعات والانقسامات والدم الذي ينزف من خواصرنا والإرهاب الذي يقتلنا أو يذبحنا أو يهجرنا".

 

وأضافت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الأحد تابعها "اليمن العربي" - "في هذه الذكرى المشؤومة التي أطلقت العنان لأبشع جريمة ارتكبت بحق البشرية في القرن العشرين، واقتلعت شعباً بأكمله من أرضه، ووزعته بين الخيمة والمنفى أو الخضوع لأعتى عنصرية ما زالت باقية وحدها على سطح الأرض، في هذه الذكرى تتجدد المأساة كل يوم على أرض فلسطين مزيداً من النهب والقهر والتهويد ومصادرة الأرض والعربدة وتدنيس المقدسات ومواصلة الاعتداءات، كما تتكرر الوعود بمزيد من نهب الأرض والسطو على الحقوق، وكأن عصر الغاب لم يغب، ولا ميزان العدالة له من يحميه".

 

وتساءلت "كيف لا تعربد «إسرائيل» كما تشاء؟ وكيف لا يوزع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصكوك بوعد أمريكي في القدس والضفة الغربية ومرتفعات الجولان السورية المحتلة؟ وكيف لا تتجرأ دول مجهرية على نقل سفاراتها إلى القدس، متحدية كل العرب والمسلمين؟ وكيف لا يتبجح نتنياهو وغيره من قادة الكيان بأن «إسرائيل» تتمدد وتتوسع في مناطق كانت محرمة عليها، وتمد أذرعها هنا وهناك، وتسقط محرمات ولاءات كانت في يوم ما تمثل حائط صد في مواجهة التوسع «الإسرائيلي»، وضمانة للأمن القومي تحميه من الاختراق".

 

ومضت "كان وعد بلفور، وما زال، يمثل الجرثومة البريطانية التي تسللت إلى الجسد العربي، ثم بدأت تنهش فيه، لأنها من بيئة كارهة لوحدة العرب وتضامنهم، وتم تفريخها من فكر حاقد كاره للشعوب، أساسه «فرِّق تسُد».

 

وبينت إن جريمة بحجم وعد بلفور، تمثل لطخة سوداء على جبين الإنسانية، ما زالت تمثل لدى بريطانيا «إنجازاً تاريخيا» تم الاحتفال به قبل عامين، لأن من لا يملك أعطى لمن لا يستحق، وشرد الملايين خارج أراضيهم، ومع ذلك فإن هذه الإمبراطورية التي كانت يوماً لا تغيب عنها الشمس ترفض الاعتذار عن جريمتها، بل ما زالت توفر الدعم للكيان الذي زرعته في قلب أمتنا.

 

وتابعت "إذا بقينا على هذه الحال من الانقسام والاحتراب وفقدان البوصلة، وغياب الهدف والرؤية، والإصرار على عدم الاتفاق والإحجام عن التضامن، وترك قضايانا وأزماتنا بأيدي الغير يتلاعبون فيها كما يشاؤون ويقررون مصائرنا وفق مصالحهم، ويرسمون الخرائط على أجسادنا لاقتسامها، إذا بقينا على هذه الحال، فلن نفاجأ أبداً بألف وعد ووعد مثل وعد بلفور أو وعد ترامب".

 

واختتمت "نحتاج ربما إلى صدمة أو إلى زلزال يوقظنا كي نخرج من «سبات أهل الكهف»، ونستعيد وعينا، كي ندرك ما حل بنا، ونستعجل النهوض قبل فوات الأوان".