منطقة مقتل البغدادي تضع تركيا في مرمى التهم: من كان يحمي رأس داعش؟

تقارير وتحقيقات

البغدادي
البغدادي

أثارت عملية مقتل أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، في منطقة سورية على حدود تركيا، كثيرا من التساؤلات، خصوصا وأن المنطقة تحت سيطرت قوات سورية على تفاهم كبير مع تركيا وقطر.

 

وأعلن، يوم أمس الأحد، تشرين الأول 27، 2019، عن مقتل البغدادي، في منطقة "باريشا" التابعة لمحافظة إدلب السورية الخاضعة لسيطرة مجموعات مسلحة موالية لتركيا.

 

وتساءل كثيرون عن منطق تواجد البغدادي في منطقة سورية تحت نفوذ تركيا وعلى مقربة من حدودها.

 

في السياق، يعتقد متابعون أن هناك احتمالين، أولهما أنها كانت على علم بتواجد البغدادي في المنطقة المذكورة، أو قرب حدودها، وأخفت ذلك، قبل أن تفضحها عملية مقتله، وثانيهما أنها كانت تخفيه، وساومت الأمريكيين عليه.

 

ويرجِّح المتابعون، في حديث إلى "اليمن العربي" الاحتمال الأول، بدليل أن العملية الأمريكية تمت بالتنسيق مع العراق دون علم تركيا التي لا مبرر لعدم إخطارها، على اعتبار أن المنطقة قرب حدودها، سوى التحوط.

 

ويضيف المتابعون: وبالنسبة إلى دخول المروحيات الأمريكية الأجواء التركية القريبة من منطقة العمليات، فقد كان لدقائق قبل أن تتوجه إلى إدلب، وربما تم ذلك بمبرر حماية الجنود، على حد تعبيرهم.

 

ويشير المتابعون إلى أن البغدادي، كمطلوب أول للإدارة الأمريكية، لن يجازف باختيار هذا المكان دون أن يكون قد حصل على تطمينات تركية، بشكل مباشر أو غير مباشر، مقابل عدم تنفيذ عمليات داخل الأراضي التركية.

 

ويقول المتابعون، إن تنظيم داعش كان على تفاهم مع تركيا إبان سيطرته على أجزاء واسعة من العراق وسوريا، حيث كانت أنقرة تشتري المشتقات النفطية منه، وهو ما لم يكن خافيا على الأمريكيين.

 

وبختم المتابعون حديثهم بالقول: من المستحيل عدم معرفة تركيا بمكان تواجد البغدادي في محافظة تخضع لها استخباراتيا، تسيطر عليها هيئة تحرير الشام المدعومة من قطر.

 

جدير بالذكر أن مراسل "نيوزويك" كان قد أكد أن تركيا لم تكن على علم بالعملية الأمريكية، وأبلغت بها بعد انطلاقها تجنبا لأي هجوم على المقاتلات التي أولت إليها مهمة تنفيذ العملية.

 

وبالنسبة إلى كثير من المحللين، فإن ما حدث يعد من الأدلة على وجود علاقة بين أنقرة وتنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية.