"الخليج": روسيا نجحت في اقتحام إفريقيا مجدداً كساحة واعدة للنفوذ

اقتصاد

بوتين
بوتين

قالت صحيفة خليجية، "تؤشر قمة سوتشي الروسية - الإفريقية التي عقدت يوم الأربعاء الماضي بمشاركة فلاديمير بوتين وكل القادة الأفارقة في 45 بلداً، إلى عودة روسيا إلى القارة السمراء، لكن ليس وفق النموذج الذي كان أثناء الحرب الباردة، عندما كان الاتحاد السوفييتي يوفر الدعم والمساعدة لمعظم حركات التحرير التي حققت الاستقلال لدولها من الاستعمار الغربي، في خمسينات وستينات القرن الماضي".

 

 

وأضافت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الأحد - تابعها "اليمن العربي" - "روسيا ترتدي الآن حلة جديدة غير الحلة الخاكي المبرقعة وهي تدق أبواب القارة، لكنها لا تدخلها من فراغ بل تستند إلى تراث من التاريخ المديد الذي يساعدها في فتح آفاق التعاون، خصوصاً أنها تطرح هذه المرة المصالح المشتركة كقاعدة أساسية في العلاقات، وصفها الرئيس بوتين بأنها صفحة جديدة في تاريخ مشترك، حيث عكس البيان الختامي للقمة التوصل إلى جملة اتفاقات تضع خريطة طريق لتعزيز التعاون في المجالات كافة، من خلال ما تم الاتفاق عليه في تحويل هذا اللقاء إلى عمل مؤسسي دوري من خلال وضع آلية ثابتة لتعزيز الشراكة عبر عقد قمة مماثلة، مرة كل ثلاث سنوات، وبالتناوب في استضافتها بين روسيا وأحد بلدان القارة".

 

ومضت "كي يكون الدخول الروسي مريحاً وموثوقاً، عمدت موسكو إلى شطب ديون بقيمة 20 مليار دولار كانت مستحقة على الدول الإفريقية لصالح روسيا، في خطوة تهدف إلى تخفيف أعباء الديون عن هذه الدول".

 

وأشارت إلى أن "الدخول الروسي إلى القارة السمراء يثير مخاوف الدول الغربية خشية أن تتحول القارة إلى منطقة نفوذ روسية حيث تعمل موسكو على إغراء الدول الإفريقية بالمساعدات الاقتصادية والتعليمية والصحية والتقنية والمشاريع التنموية والاستثمارات، إذ وقّعت روسيا مع هذه الدول اتفاقات تقدر قيمتها بنحو 12.5 مليار دولار، كما أن حجم التجارة تضاعف خلال السنوات الخمس الماضية".

 

وبحسب الصحيفة "لذلك تحدث مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون العام الماضي عن خطة أمريكية جديدة في القارة الإفريقية تهدف بشكل أساسي إلى محاربة نفوذ روسيا والصين".

 

وتابعت "تدرك واشنطن أن سياساتها القائمة على التدخل المباشر وغير المباشر في الدول الأخرى هي التي تؤدي إلى هذا النفور في العلاقات معها، وتفضيل العلاقات مع دول أخرى لا تضع شروطاً سياسية أو أمنية أو اقتصادية، وهو ما نجحت فيه الصين، وتنجح فيه روسيا الآن".

 

 

وأشارت إلى أن "الرئيس الروسي عكس في حديثه أمام القادة الأفارقة هذا التوجه، عندما أكد أن تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية يعد إحدى أولويات السياسة الروسية".

 

واختتمت "روسيا نجحت في اقتحام إفريقيا مجدداً، كساحة واعدة للنفوذ والاستثمار في ثروات هائلة للقارة تقدر ب46 ألف مليار دولار باعتبارها تمتلك كل الثروات التي يسيل لها لعاب الدول الكبرى. ثم إن روسيا تمكنت من كسر العزلة التي تحاول أمريكا فرضها عليها من خلال العقوبات الاقتصادية".