هل تنتقل عدوى التظاهرات في العراق ولبنان إلى اليمن؟

تقارير وتحقيقات

مظاهرات
مظاهرات

تشهد مدن عراقية ولبنانية انتفاضة شعبية عارمة منذ أسابيع، احتجاجا على تردي الوضع المعيشي.

 

وعلى الرغم من أن المظاهرات رفعت، في بادئ الأمر، شعارات للمطالبة بتحسين الوضع المعيشي، إلا أنها تطورت وأخذت منحى آخر.

 

ففي العراق رفع المتظاهرون شعارات مناوئة لإيران، وهو ما حدث في لبنان بعد ذلك، على اعتبار أن تحكم البلدين، في واقع الأمر، هي مليشيا موالية لإيران.

 

عقب انتقال الاحتجاجات الشعبية إلى لبنان، توقع كثيرون أن تنتقل إلى اليمن، على اعتبار أن المواطنين، خصوصا في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، يعيشون أوضاعا مأساوية.

 

وتحسبا لامتداد عدوى التظاهرات إلى كل المناطق التي تحكمها مليشيا محسوبة على إيران، استنفرت مليشيا الحوثي عسكريا وأمنيا في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

 

ففي العاصمة صنعاء، ومحافظة ذمار، عززت المليشيا نقاطها العسكرية المنتشرة في الشوارع والأحياء، واستحدثت أخرى، كما كثفت من عمليات التفتيش على المركبات والمواطنين، خصوصا في مداخل المدينتين.

 

في السياق، يرى محللون أن الوضع في اليمن يختلف كثيرا عنه في العراق ولبنان، من حيث وجود الحرب منذ خمسة أعوام، إضافة إلى عدم وجود سلطة معترف بها ويمكن أن تُساءل على أية تجاوزات.

 

ويضيف المحللون، لـ"اليمن العربي" أن اجتثاث المليشيا الحوثية ليس مهمة الشارع حاليا، لكن الشارع سيكون عاملا مساعدا لأي تحرك عسكري في هذا السياق، سواء من داخل تلك المناطق أو من خارجها.

 

ويشير المحللون إلى ما حدث العام الماضي حين خرج مئات المواطنين تحت مسمى "ثورة الجياع"، حيث تعاملت المليشيا مع من خرجوا بقوة مفرطة وزجت بالكثير منهم في السجون.

 

ويتابع المحللون: الشارع يحتاج إلى من يحركه، والمليشيا، طوال فترة سيطرتها على تلك المحافظات، قضت على كل الكيانات والتيارات والأحزاب والتنظيمات التي كنت تنظيم التحركات الشعبية وتدعو إليها.

 

ويختتم المحللون حديثهم بالقول: الحوثية ليست سلطة ليسقطها الشارع، بل مليشيا انقلبت على سلطة شرعية معترف بها دوليا، وعودة الوضع إلى ما كان عليه سابقا يتطلب تكثيف الجهد العسكري أو ضغوطا دولية.