شاب مصري يخترع دمية بطرف صناعي .. والسبب ؟

منوعات

أرشيفية
أرشيفية

عالم الأطفال الملئ بالبراءة واللعب والانطلاق قد تفسده أحيانا نظرات شفقة واندهاش من البعض لأحدهم، الذي ولد دون ذراعين أو ساقين غير مكتملين، أو همسات جانبية بين تلاميذ فصل يلمزون بها صديقهم، الذي فرض عليه القدر أن يكمل حياته بطرف صناعي.

وربما يأتي الأذى النفسي من الكبار الذين يفتقرون إلى ثقافة احترام الآخرين من ذوي القدرات الخاصة في المجتمع، ومن موقف إلى آخر يقع ضرر نفسي كبير على كثير من المحيطين بنا قد يعقبه امتناع طفل عن الذهاب إلى مدرسته وشاب عن جامعته وموظف عن عمله، خشية نظرة أو كلمة جارحة فيما ليس بإمكانه تغييره.

مشاهد الأذى النفسي السابقة التي قد ينتج عنها غياب طفل عن مدرسته وشاب عن جامعته، أو عزوف موظف عن مداومة الحضور إلى عمله، تجنباً لها، كانت حافزا لـ شريف شاهين، صاحب مؤسسة حياة لدعم ذوي القدرات الخاصة بمشاركة صديقه وأحد مستخدمي الأطراف الصناعية، لأن يقود حملة توعية مختلفة من نوعها تستهدف تشكيل وعي الأطفال الصغار بحق أصحاب القدرات الخاصة في الحياة وضرورة تقبل الاختلاف الكائن بيننا وبينهم فجميعنا واحد وكلنا قادرون على النجاح، حسب تعبيره.

 إطلاق أول "دمية" أو "عروسة" بطرف صناعي في الأسواق المصرية، هي الفكرة التي كانت حلماً ظل يراوده على مدار سنوات عدة، وحسب روايته لـ"الوطن" جاءته الفكرة بعد متابعته إحدى حملات التوعية السويسرية في عام 2013 والمتمثلة في عرض ملابس ذات ماركات شهيرة على "مانيكان" بطرف صناعي وبكرسي متحرك لتوعية المجتمع بحقوق هذه الفئة.

وقبل أيام قليلة انتهى بمساعدة صديقه في المؤسسة الخاصة بهما من إعداد أول دمي بأطراف صناعية ويستعد لإطلاقها في الأسواق أمام الجمهور قريبا، هكذا يقول.

بواسطة تقنية الطباعة الثلاثية، يبدع شريف وصديقه في تصميم وإنتاج الأطراف الصناعية بالمقاسات، التي تناسب الدمية البلاستيكية الصغيرة، وذلك بعد شراء كميات منها وقص أحد ساقيها واستبداله بالطرف الصناعي المعدني، كما تظهر في شكلها النهائي، "هنطرحها بسعر مقارب للعروسة الأصلي بفرق بسيط تمثل تكاليف طباعة الطرف الصناعي"، حسب قوله.

"إيه ده يا ماما؟ وليه العروسة عندها كده؟"، تساؤلات عدة قد يطرحها الأطفال على آبائهم عند اللعب بالدمية، وحسب تعبير صاحب الفكرة، هنا يأتي دور الأسرة وتحديدا الأم والأب في الإجابة على كل التساؤلات بإجابات مبسطة تغرس في عقولهم مبادئ التوعية الكافية بمستخدمي الأطراف الصناعية والظروف المختلفة التي قد تجبر أحدهم على ذلك مع التأكيد على أننا "جميعا قادرون على النجاح".

"الدمية" التي يستعد شريف لتسميتها بشكل مبدئي باسم"أنتيمي" كناية عن الصداقة بين الأطفال الأصحاء وأصحاب الأطراف الصناعية، تتميز بملابسها الأنيقة وشعرها المصفف جيدا، لتجذب الأطفال للعب بها، وحسب تعبير صاحب الفكرة، فهو لم يخص بها الأطفال الأصحاء فقط لتوعيتهم، بل تعد داعما نفسيا للأطفال مستخدمي الأطراف الصناعية،"الطفل هيحس إنه مش لوحده كده"، بما يساعده على تقبل الوضع الخاص به ولا يشعر بالاختلاف.

عرائس صغيرة تجلس على كراس متحركة، وشخصيات كرتونية شهيرة منها"باتمان وسوبرمان"  بأطراف صناعية، يسعى الشاب الثلاثيني الذي ترك العمل في مجال الهندسة والبرمجة للعمل في المؤسسة الخاصة به والداعمة لذوي القدرات الخاصة وأسرهم، لطرحها قريبا في الأسواق استغلالاً لتعلق الأطفال بالشخصيات الكرتونية وللتوعية بفئة مستخدمة الكراسي المتحركة أيضا،"عشان نطلع أجيال كاملة واعية بحقوق أصحاب القدرات الخاصة ومؤمنة بنجاحهم وقدراتهم"، حسب تعبيره.