صحيفة: الانتقادات طالت استضافة الدوحة لألعاب القوى

عرب وعالم

الانتقادات طالت استضافة
الانتقادات طالت استضافة الدوحة لألعاب القوى

قالت صحيفة لندنية، "أسدل الستار الأحد على بطولة العالم لألعاب القوى التي استضافتها الدوحة، بعد عشرة أيام من منافسات طبعتها مشاركة نحو ألفي رياضي ورياضية، وطالتها انتقادات لجهة الظروف المناخية وضعف الحضور الجماهيري".

 

 

وأضافت صيحفة "العرب" الصادرة اليوم الاثنين - تابعها "اليمن العربي" - "وقدمت الدوحة تجربة تنظيمية متواضعة وكانت عرضة لانتقادات واجهت المنظمين لاسيما على صعيد الظروف المناخية والحضور الجماهيري وطرحت أسئلة حول البطولة الأهم التي تستعد الدوحة الخليجية لاستضافتها ألا وهي مونديال كرة القدم 2022.

 

وشملت هذه الانتقادات إقامة السباقات الطويلة كالماراثون وسباقي المشي 50 كلم مشيا للرجال والسيدات وسط حرارة مرتفعة ورطوبة عالية، على الرغم من تأخير موعد انطلاقها إلى قرابة منتصف الليل.

 

وتركز النقد خصوصا حول سباق الماراثون الافتتاحي للسيدات الذي أقيم على كورنيش الدوحة ولم تكمله سوى 40 عداءة من أصل 68، وشهد انهيار العديد منهن قبل بلوغ خط النهاية واضطرارهن إلى نيل رعاية طبية.

 

ولخصت العداءة الكرواتية بويانا بييلياتش، التي اضطرت إلى الانسحاب عند الكيلومتر السابع عشر، الوضع الصعب بقولها “إنه الماراثون الأصعب الذي خضته في حياتي. ما كان يجب إعطاء شارة الانطلاق”. وفي المقابل، انتقد رياضيون آخرون إقامة البطولة ككل في الدوحة. ورأى حامل الرقم القياسي في المسابقة العشارية الفرنسي كيفن ماير أن الظروف المناخية كانت “كارثة” بالنسبة إلى الرياضيين.

 

وكشف أستاذ مأسسة الرياضة في جامعة سالفورد البريطانية سايمون شادويك، عن وجود مقاربة خاطئة تجاه الأحداث الرياضية الكبرى مفادها “الاعتقاد بأن المشجعين سيحضرون إذا قمت ببناء (الملاعب)”.

 

بخلاف الغياب الجماهيري وصعوبة الأجواء المناخية، عاد هاجس المنشطات خلال البطولة ليؤرق الاتحاد الدولي بقيادة كو

 

ويذكر الأستاذ الجامعي أمثلة منها أن الحضور الجماهيري في أولمبياد مدينة مونتريال الكندية 1976 وأولمبياد أثينا 2004، لم يلب توقعات المنظمات على الرغم من أن المدينتين أنفقتا الكثير لبناء ملاعب حديثة.

 

ولطالما تظاهرت الدوحة باستعدادها الكبير لهذه البطولة وتشييد ملاعب لاحتضانها ومنها ملعب خليفة الدولي الذي تولت تدشينه قبل انطلاق بطولة العالم الأخيرة، لكنه عرف أول انتكاسة ولاح فارغا في أول تظاهرة عالمية تحتضنها الدولة الخليجية.

 

ولم يكن الجمهور على الموعد، وكان المشهد لافتا عندما توج كل من الأميركي كريستيان كولمان والجامايكية شيلي-آن فرايزر-برايس بذهبية سباق 100م. وهما السباقان اللذان يعدان الأبرز في كل بطولة عالمية، وأقيما أمام مدرجات بقيت أجزاء كبيرة منها فارغة.

 

وردا على استفسارات وسائل الإعلام بشأن الحضور الجماهيري، أصدرت اللجنة المحلية المنظمة بيانا أكدت فيه أنها تبذل جهودا مضاعفة لتأمين إقبال جماهيري أكبر خلال الأيام المتبقية من البطولة. وأثار عداؤون سابقون مسألة ضعف الحضور الجماهيري إجمالا في منافسات ألعاب القوى. وقال البطل المغربي السابق هشام الكروج إن “أم الألعاب” ربما “فقدت التواصل” مع مشجعيها.

 

ويشكك محللون ورياضيون سابقون في مدى أهلية قطر لتولي استضافة هذا الحدث العالمي. وحاول الرئيس الحالي البريطاني سيباستيان كو الدفاع عن خيار استضافة قطر للبطولة. وقال كو تعليقا على ضعف الإقبال الجماهيري، إن “عدد الحاضرين موضوع أسهل للحديث عنه بدلا من الأمور الأكثر تأثيرا”، مؤكدا أن أيا من الرياضيين لم يثر هذه المسألة.

 

 

وشدد البريطاني الذي أعيد انتخابه الأسبوع الماضي لولاية جديدة من أربعة أعوام، على أن ضعف الإقبال الجماهيري لن يؤثر على مسار البطولة.

 

وبخلاف الغياب الجماهيري وصعوبة الأجواء المناخية، عاد هاجس المنشطات خلال البطولة ليؤرق الاتحاد الدولي بقيادة كو. وبينما لم تطو ألعاب القوى حتى الآن فضيحة التنشط الروسي الممنهج برعاية الدولة، ظهرت خلال البطولة قضية إيقاف المدرب الأميركي ألبرتو سالازار لمدة أربع سنوات بسبب خرقه قانون المنشطات، ما دفع الاتحاد إلى سحب اعتماده من البطولة، وأثار هواجس تنشط رياضيين مشاركين فيها أبرزهم الهولندية سيفان حسن التي فازت بذهبيتي 1500م و10 آلاف م.

 

ونحا كو جانبا بقضية سالازار والحضور، وحتى الظروف المناخية خارج ملعب خليفة الدولي حيث أقيمت غالبية المنافسات في ظروف التكييف التي يتمتع بها أحد الملاعب المضيفة لمونديال 2022.

 

ويرى شادويك أن قطر تواجه “وضعا هشا” بعد بطولة ألعاب القوى، إذ عليها أن “تنجز كأس العالم بشكل صحيح، وإلا فإنه بعد 2022 سيكون السؤال المطروح ‘ماذا بعد؟'”.

 

لكن البطولة التي امتدت عشرة أيام تعد آخر محطة إعدادية كبيرة لرياضيي ورياضيات “أم الألعاب” قبل دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقبلة المقررة في طوكيو عام 2020، ومحطة أساسية للدولة المضيفة على صعيد استعداداتها لاحتضان كأس العالم في كرة القدم عام 2022.