حتى لا ننخدع بمزاعم الإصلاح حول سقطرى

اليمن العربي

ماذا يعني أن تروِّج وسائل إعلام حزب الإصلاح لاحتلال إماراتي مزعوم لجزيرة يمنية قبالة سواحل القرن الأفريقي، وتغض الطرف عن سيطرة مليشيا موالية لإيران على 10 محافظات في شمال اليمن بينها العاصمة صنعاء؟.

 

وماذا يعني أن تجمِّد مليشيا الإصلاح معركتها في مديرية نهم، على بعد 20 كلم من قلب صنعاء، وتحشد قوة كبيرة من مأرب لغزو مدينة عدن المحررة على بعد أكثر من 500 كلم؟.

 

وماذا يعني أن ينسجم إعلام الإصلاح بهذا الشكل مع إعلام مليشيا الحوثي عندما يتعلق الأمر بالإمارات وبدورها في اليمن؟.

 

لا يحتاج القارئ إلى إجابات على هذا التساؤلات، لكن لا بد من طرحها عند الحديث عن جزيرة سقطرى.

 

ظلت سقطرى، طوال الأعوام الماضية، بعيدة عن كل الأحداث التي شهدتها المحافظات اليمنية، ابتداء باحتجاجات العامين 2011\2012، مرورا بانقلاب مليشيا الحوثي على السلطة الشرعة في العاصمة صنعاء عام 2014، وما تلا ذلك من تمدد عسكري وصل إلى مشارف  محافظة حضرموت وكاد أن يأتي على اليمن من أقصاه إلى أدناه، وانتهاء بالعملية العسكرية الخليجية لاستعادة الشرعية عام 2015.

 

لكن الإصلاح، كحزب لا يعيش دون إثارة الفوضى، أبى إلا أن يقدِّم سقطرى للعالم كمحافظة ملتهبة تتصدر أخبارها عناوين نشرات الأخبار.

 

انحصر الحديث الإخواني عن الجزيرة في الاحتلال الإماراتي المزعوم لها، بينما تؤكد الإمارات، عبر تناولات صحفها، وتصريحات مسئوليها، أن سقطرى يمنية يمنية، وأن دور أبوظبي  فيها إنساني كما هو الحال في كثير من المحافظات المحررة، وهو ما يؤكده أبناء الأرخبيل أنفسهم. لم تقل يوما إن سقطرى إماراتية، ولا يمكن لمحتل أن يخفي احتلاله أو ينكره.

 

حين أرسل حزب الإصلاح أمينه العام المساعد، عبد الوهاب الآنسي، إلى محافظة صعدة، للقاء زعيم جماعة الحوثي بعد شهر من سيطرة جماعته على صنعاء، بغرض تطبيع الأوضاع لمن فرض نفسه بالقوة، أرسلت الإمارات أبناءها إلى اليمن لدحر المليشيا وإعادة الأوضاع في هذا البلد إلى سابق عهدها.

 

وحين وصفت صحيفة "الصحوة" الناطقة باسم الإصلاح، زعيم المليشيا الحوثية بـ"السيد" بعد لقائه بالآنسي الذي قالت إنه جاء لطي صفحة الماضي، كانت صُحف الإمارات تتحدث عن انقلاب، وعن جماعة إرهابية، وعن عملية عسكرية لطي كل ذلك.

 

هذا مجرد تذكير للقارئ بماضي هذا الحزب حتى لا ينخدع بحاضره.