الهمامي: القروي يدفع ثمن مقاطعته للنهضة.. وصعوده أملنا الوحيد

عرب وعالم

الدكتورة ليلى الهمامي
الدكتورة ليلى الهمامي

قالت الدكتورة ليلى الهمامي، المحللة السياسية التونسية، إن فرص الفوز لنبيل القروي وقيس سعيد الى حد اليوم الخميس 19 سبتمبر 2019 سجلت فيها استطلاعات الرأي تقدما لقيس سعيد على نبيل القروي السجين والمحروم من حملته الانتخابية، موضحة أن هذا التقدم نتيجة لاستهداف نبيل القروي من رئيس الحكومة يوسف الشاهد والتشويه الذي تعرض له والذي يؤكد أن التيار الوسطي دخل مرحلة حرب دمرت اطرافه.

وأضافت "الهمامي" في تصريح خاص، وجدت شريحة من الشباب ضالتها في شخص قيس سعيد، مدرس مساعد للقانون الدستوري ومتقاعد من الجامعة التونسية، وهو شخصية غامضة، قليلة الظهور الإعلامي شحيحة في تصريحاتها ترفض التواصل مع إعلام الدبلوماسية الفرنسية والصحافة الامريكية والتعامل مع محطات تلفزية عربية ويختزل الظهور في قناة الجزيرة والميادين.

وأشارت إلى أن قيس سعيد مرشح تدعمه بصفة علنية وعبر الصحف والقنوات التلفزيونية حركة النهضة والتيار السلفي وحزب التحرير، والمفارقة أنه محاط بوجوه من اليسار الماركسي خلال الثمانينات، لافتة إلى أن قيس سعيد لايظهر مواقفه من القضايا الهامة المتعلقة بالسياسة الخارجية المخولة لرئيس الجمهورية حسب الدستور التونس، موضحة أنه لم يحدد مواقفه من إيران وحزب الله والنظام السوري وتنظيم النصرة، والمليشيات الليبية الداعمة لحكومة السراج، مؤكدة أنه صمته يغذي شكوكا تدور حول شخصه، خاصة وأنه مدعوم من اهم رموز التيار الشيعي في تونس ولم يمانع دعمها له.

وأوضحت أن قيس سعيد يبدي مواقف معادية للمساواة بين المرأة والرجل ويعتبر في تصريحاته أن الشريعة مصدر أساسي للقوانين التي ينوي تغييرها حسب ما يظهر في برنامجه المختزل، ولم يمانع دعمه من أطراف تلفها شبهات عنف وتطرف كرابطات حماية الثورة (وهي المليشيات المسلحة التي أحاطت بحركة النهضة بعد سقوط نظام بن علي والتي وقع حلها قانونيا تحت ضغط الجبهة العلمانية) وحركة النهضة الاخوانية، كما أنه لم يبد أي انشغال بقضية الاغتيالات السياسية ولا بما أصطلح على تسميته بالجهاز السري لحركة النهضة وهو ما يعزز الاحترازات التي تبديها عديد الأطراف الديمقراطية حول شخصه. وتابعت:"في المقابل يقبع المرشح الثاني للرئاسة نبيل القروي، رجل الأعمال والميديا، في السجن بعد مخالفة قضائية للجوانب الإجرائية بتهمة تبييض الأموال، ملف تم تحريكه بعد صعوده الصاروخي في استطلاعات الراي، وهي وشاية من منظمة مدعومة أمريكيا تعود الى سنة 2016 ، نفس المنظمة رفعت شكاوى ضد رئيس الحكومة يوسف الشاهد والوزير الأسبق المقرب منه المهدي بن غربية".

 

وأكدت أن تحريك ملف القضية لم يكن عفويا تمامًا وإيقاف نبيل القروي يؤكد أنه كان ضحية استهداف سياسي، حيث كان الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي قد رفض ختم قانون الاقصاء السياسي الذي وضع على مقاس نبيل القروي لإقصائه من سباق الرئاسة قبل أن يدفع ثمن هذا الموقف حياته، ثمن عبر عنه ابنه حافظ قائد السبسي بجريمة تسميم الرئيس والذي أجبره على طلب اللجوء السياسي. واستكملت:" على الرغم من سجنه، تمكن نبيل القروي من إدراك المرتبة الثانية ليمر الى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، تعرض القروي ولايزال لحملة تشويه ممنهجة تقدمه على أنه ’"مافيا"والحال أنه حامل لأفكار ليبرالية ولمشروع ضخم يستهدف انماء المناطق المحرومة وتمكين الشباب من تكوين يتناسب مع بعث مشاريع حرة خاصة وبدعم مباشر من الدولة. واستكملت:" مواقف القروي أكدت منذ البداية قطيعة حادة ونهائية مع حركة النهضة الاخوانية، لذلك يبدو نبيل القروي في الظروف الراهنة -ورغم كل ما يحوم حوله من شبهات- الامل الأخير للعائلة الديمقراطية لإنقاذ الدولة التونسية من براثن الغول الاسلاموي".