ما مدى صحة مقولة: ذمار كرسي الزيدية؟

أخبار محلية

ذمار
ذمار

ارتبط مصطلح "كرسي الزيدية" بمحافظة ذمار، جنوب العاصمة صنعاء، منذ وقت مبكر، نظرا لتعاقب حكم الأئمة عليها، على الرغم من أن دولة الأئمة حكمت أجزاء كبيرة من اليمن قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962.

وتشير مراجع تاريخية إلى إن التشيع الزيدي كان متجذرا في ذمار أكثر من غيرها من المحافظات اليمنية، رغم عدم وجود ما يؤكد ذلك، بل إن الفكر الزيدي تجذر بشكل كبير في محافظة صعدة، والتي عاد منها أخيرا وأسقط الجمهورية بعد أكثر نصف قرن على قيام الثورة.

ومما يؤكد أن المحافظة على النقيض من المقولة المتداولة، هو أنها كانت أكثر استجابة لمتغيرات ما بعد ثورة سبتمبر، حيث أنشأ فيها الرئيس الراحل، إبراهيم الحمدي، في سبعينيات القرن الماضي، معسكر باسم "لواء العمالقة" بقيادة أخيه المقدم عبد الله الحمدي.

وقد لعب الحمدي، من خلال اهتمامه بذمار، دورا في الحد من التعصب المذهبي بالمحافظة.

إلى جانب ذلك، كانت المحافظة أكثر استجابة للأفكار المناهضة للفكر الزيدي، حيث انتشر فيها المذهب السلفي بشكل كبير خلال العقود الثلاثة الماضية، بفضل مراكز سلفية في عدد من مناطقها، كمدينة معبر، ومنطقة اللسي في عنس بالمحافظة، ومركز النهمي في عاصمتها، وأخرى كثيرة.

غير أن المحافظة تواجه حاليا تحدي عودة الإمامة إليها من جديد، بعد سيطرة مليشيا الحوثي عليها أواخر العام 2014، في إطار توسعها العسكري الذي شمل عدد من المحافظات في شمال اليمن.