السابع عشر من سبتمبر يوم مشئوم 

اليمن العربي

السابع عشر من سبتمبر 1967م يوما فاصلا في حياة الحضارم  يتذكرونه جيدا ذلك اليوم الاسود يوم نهاية دولتهم القائمة أنذاك الدولة القعيطية الحضرمية والتي تعد من ابرز الدول المنطقة انذاك دولة مترامية الاطراف لها حدودها الدولية مع عدد من الدول وتعيش أزهى مراحلها الثقافية والاقتصادية والعلمية ولديها هامش كبير من الحريات السياسية والاعلامية ويحكمها ابنائها دولة مؤسسات حقيقية وفي ذلك التاريخ سلمت حضرموت للجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن سلميا وأسقطت تلك الدولة ضمن مؤامرة لعب البريطانيين دور كبير فيها وأصبحت حضرموت محافظة ضمن جمهورية اليمن الديمقراطية تتبع عدن وبذلك انهو شي اسمه حضرموت وأصبح الجميع يطلق عليها المحافظة الخامسة وأصبح المواطن الحضرمي يحمل هوية يمنية جنوبية بعد أن كان يتمتع بهويته الحضرمية وجواز سفر حضرمي يحظى بالاحترام والتقدير ومرحب به في جميع الدول حيث ما حل فتغير الحال ليصبح الحضرمي بالجواز اليمني الجنوبي منبوذا .

 

 

وهكذا اكتملت عملية المسخ للحضارم وهويتهم وثقافتهم وأصبحت حضرموت مسرحا للفوضى والقتل والسحل وارهاب الدولة بعد أن كان الأمن والامان ضارب اطنانه في جميع نواحي حضرموت وفرضت قوانين التأميم والانتفاضات على الطريقة الشيوعية من ما تسبب في تهجير الحضارم لدول الجوار فرار بارواحهم  واولادهم وغادرت رؤوس الاموال وأصبحت البلاد جثة هامده بعد أن كانت شعلة وهاجة وقبلة لكل سكان الدول المجاورة للتجارة وغيرها انتهجت سلطة الاحتلال الحاكمة الخط الماركسي وسنت القوانين الاشتراكية وأصبحت حضرموت تدار من خارجها وتذهب ثرواتها لغيرها .

عاشت حضرموت تحت الحكم الشمولي القمعي لأكثر من عقدين من الزمن لم تتقدم فيها قيد انملة نفس المدارس والمساجد والطرق وغيرها منذ العام 1967م كماهي والمواطن يأكل شعارات صباح ومسيرات في المساء وطوابير التعاونيات من أجل الحصول على كيلو سكر بينما كان الرفاق يتقاتلون بين كل فينه وأخرى لتخرج مجموعة منهم الى السجن أو المقبرة ويواصل الطرف المنتصر المسير حتى جاءت أحداث 13يناير التي قصمت ظهر البعير وذقت أخر مسمار في نعش النظام الماركسي الحاكم وكانت بداية نهايتهم خصوصا بعد النهج السياسي الذي انتهجه الرئيس السوفيتي جورباتشوف والمتمثلة  في البيريسترويكا التي وضعت البنه الاولى في تفكيك المعسكر الشرقي وتساقط انظمته وعندما شاهد الرفاق اسيادهم في دول المعسكر الشرقي يتساقطون بدايتنا بالرئيس الروماني تشاو سيسكو وهونيكر واورتيغا سارعوا الى التوحد مع الشمال خوفا من المصير المحتوم الذي ينتظرهم فكانت زيارة الرئيس صالح لعدن في العام 1989م بمثابة طوق النجاة لهم وهم وينطبق عليهم المثل القائل  بانهم كالمستجير بالرمضاء من النار.

 

تلك لمحة عن هذا اليوم المشئوم ومابعده وقد كان للعديد من ابناء حضرموت العاقين الدور الاكبر في ما حدث لوطنهم لحضرموت وبيعه بارخص الاثمان وجعل حضرموت مطية للصعاليك بعد أن دمروا جيشها القوي الذي كان سياجا حاميا لحضرموت وقطعوها أربا لأرضا اسيادهم في عدن ولأفكارهم المتطرفة القذرة تلك  الافعال الشاذة  التي لن ينساها المواطن الحضرمي ولن تنمحي من الذاكرة أجيال بعد أجيال وستظل العنة تطاردهم اينما حلو.