الإصلاح خلال 29 عاماً .. من حزب سياسي ديني إلى فرع لتنظيم إرهابي

أخبار محلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

إحتفل حزب التجمع اليمني للإصلاح، الجمعة، بالذكرى الـ29 لتأسيسه كحزب سياسي ديني يساند حزب المؤتمر الشعبي العام، عقب تحقيق الوحدة اليمنية بين الشطرين الشمالي والجنوبي يوم 22 مايو 1990م، حيث كان المؤتمر يمثل الشمال، في حين كان الحزب الإشتراكي اليمني يمثل اليمن الجنوبي .

وعلى مدى 29 عاماً مر حزب الإصلاح بالعديد من المراحل، بداها بحزب سياسي ديني يشرعن لتحركات حزب المؤتمر الشعبي العام، وهو ما ظهر في فتوى التكفير والحشد خلال حرب صيف 1994 ضد الجنوب، مروراً بإقامة تحالف حزبي مع أحزاب كان يصفها بـ"الكافرة"، بهدف الإستيلاء على السلطة، ثم إجهاض الإحتجاجات الشعبية التي أندلعت في 11 فبراير 2011م، وصولاً إلى إعلانه فرعاً لتنظيم الإخوان المصنف إرهابياً عربياً ودولياً .

الإصلاح صنيعة صالح :

ويجمع كثير من المراقبين أن حزب الإصلاح، هو صنيعة الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، الذي أستخدمه للقضاء على الحزب الإشتراكي اليمني الذي كان يحظى بتأييد شعبي في الشمال أيضاً .

يقول مدير تحرير موقع "نافذة اليمن"، الصحفي، ماجد الدبواني، لـ(اليمن العربي)، أن حزب الإصلاح تم إنشاءه لضرب حزب الإشتراكي الذي كان يروج خلال تسعينات القرن الماضي، بإنه حزب شيوعي، قبل أن يتحالف معه لاحقاً مع  أربعة أحزاب أخرى تحت مسمى "اللقاء المشترك" .

وأضاف الدبواني، أن الإصلاح تم تكوينه من قيادات دينية متطرفة ساعدت صالح في حربه ضد ما كان يسمى بـ"الجبهة" في أرياف تعز والتي كانت تتبع الحزب الإشتراكي، لافتاً إلى أن الحزب كان عبارة عن تكتل قبلي وديني إستغل حاجة النظام له فقام بتشكيل قاعدة شعبية شبيهة بقاعدة "تنظيم الإخوان" في مصر .

يشبه تكوين الإخوان :

وتابع "المتابع لمراحل تكوين الإصلاح سيجد أنه تشبه إلى حد ما تنظيم الإخوان، وتحديداً فيما يخص الجانب الخفي أو السري المتمثل بإستقطاب الطلاب عبر المخيمات الصيفية وتلقينهم وتعليمهم مبادئ وأسس الحزب التي تم تغليفها بـ"غطاء ديني" مستغلين سيطرتهم على قطاع التعليم" .

وأشار إلى أن الحزب يقوم عقب إستقطاب الطلاب بإخضاعهم لدورات تعزز ولائهم للحزب قبل أداء قسم الولاء والطاعة بالمصحف والمسدس أمام رجل الدين المثير للجدل، عبدالمجيد الزنداني .

قسم لا علاقة له بالوطنية :

وحول القسم، يقول، ناشط إنشق عن الحزب، لـ(اليمن العربي) أن القسم الذي يؤدونه أمام الزنداني، لا علاقة له بالوطنية .. موضحاً أن القسم يتخلص بأداء اليمين بالإخلاص للحزب وقياداته الدينية وأن يكونوا على أهبة الإستعداد للقيام بكل ما ينطلب منهم .

ويضيف الناشط، ح . ع . ص، أنه أداء هذا اليمين أمام الزنداني عقب إخضاعه لدورات ورحلات طويلة تحت ذريعة تنمية مداركهم وتعزيز الشجاعة والقوة لديهم .. مشيراً إلى أن شارك في العديد من الرحلات والمسيرات الليلية في الأرياف والمناطق النائية وأبرز ما كان يطلب منه أن لا يساءل عن أسباب ذلك .

علاقته بالتنظيمات الإرهابية :

ويشير الدبواني في حديثه إلى أن علاقة الإصلاح بالتنظيمات الإرهابية، بدأت منذ تسعينيات القرن الماضي، وتحديداً مع حرب صيف 1994م على الجنوب عندما تم الإستعانة بهم من قبل نظام صنعاء للمشاركة في الحرب مقابل رتب عسكرية ومعسكرات تدريبية خاصة بهم .. موضحاً أن الإصلاح كان هو وصلة الهمز بين هذه العناصر ونظام صنعاء .

وأضاف "في ذلك الوقت تم إقناع الناس أن هؤلاء المقاتلين هم مجاهدين شاركوا في قتال روسيا بإفغانستان والشيشان، وتم دمجهم في عتاد القوات التي إجتاحت الجنوب ومن ثم فصلهم في معسكرات خاصة ليكونوا ذراع الحزب العسكري" .. لافتاً إلى أن جامعة الإيمان التي يديرها رجل الدين الإخواني، عبدالمجيد الزنداني كانت موقع تمركز كثير من العناصر الإرهابية ومركز لإستقطاب الطلاب الذين يشعرون أن لهم نزعة دينية متطرفة .

وبحسب الدبواني، فإن نظام صالح كان يستغل هذه العناصر الإرهابية لإبتزاز المجتمع الدولي وذلك خلال علاقته الطيبة مع حزب الإصلاح، ولكن الحال تغيير بعد توتر العلاقة، لافتاً إلى أن صالح زرع عدد من ضباط جهاز الأمني السياسي في قيادة الحزب ليتدرجوا بعد ذلك وصولاً إلى رئاسة الحزب مثل عبدالوهاب الأنسي واليدومي .

الاصلاح 29عام ارهاب

بهاشتاج "الاصلاح 28عام ارهاب" احتفى مئات المغردون بذكرى تأسيس هذا الحزب، مستعرضين الصورة الإرهابية التي باتت تتصدر واجهة الحزب وتحديداً علاقته بالتنظيمات المتطرفة المنتشرة في الجنوب .

وقال الإعلامي الجنوبي، وضاح بن عطية، أنه "بعد الوحدة اليمنية أعلنوا عن تأسيس حزب الإصلاح فبدأت الاغتيالات الإرهابية ضد خصوم الإصلاح وتم اغتيال ١٥٦ كادر جنوبي بصنعاء" .

أشار إلى أن حزب الإصلاح شارك في السلطة بعد انتخابات ٩٣م فأصدروا الفتاوى التكفيرية ضد الجنوب وأعلنوا ما أسموه الجهاد لغزو الجنوب وأصبح بعد الغز يملك نصيب من الفيد فظهر الإرهاب بشكل أقوى هجوم على كول واختطاف سياح وإسقاط مناطق وبرز تنظيم القاعدة بجزيرة العرب .

وأضاف "صعد الإصلاح بشكل أكبر للسلطة بعد ماسميت بثورة التغيير فسيطر الإرهاب على ساحل حضرموت ومحافظة أبين، بعد إعلان عاصفة الحزم سيطر الإصلاح على الشرعية فظهر تنظيم داعش وكانت الاغتيالات صباح ومساء تتم لكوادر وخصوم الإصلاح أبرزهم الشهيد جعفر محافظ عدن وكاد يعلن ان عدن إمارة داعشية بعد أن أصبحت لحج وأبين وشبوة والبيضاء ومأرب تحت سطوة الإرهابيين" .

وهذا الأمر، يؤكد الأكايمي الجنوبي، الدكتور، صدام عبدالله، الذي قال "الإصلاح تاريخ أسود قياداته اول من رفضت وحدة ١٩٩٠ وبعد اشهارالحزب بدأت تصفية قيادات الجنوب، وفي   عام ١٩٩٤ أصدروا فتوى تكفير ابناء الجنوب وتحليل دمائهم، وفي عام ٢٠١١ نفذوا مطادرات وقتل لنشطاء جنوبيون، وبعد ٢٠١٥ قاموا بتصدير العنف وزعزعت أمن واستقرار  المحافظات الجنوبية المحررة" .

وبهذا الصدد، أكد عضو هيئة رئاسة المجلس الإنتقالي الجنوبي، أحمد محمد بامعلم، أن العالم أصبح يدرك خطر سرطان حزب الإصلاح الاخواني الإرهابي، لذا لا يوجد خيار غير إقتلاع هذا السرطان الخبيث من خلال دعم القوات الجنوبية التي تعتبر القوة الضاربة في مكافحة الإرهاب ، وتأمين المنطقة .