"الخليج": الحوثية الإيرانية والإخوان و«القاعدة» و«داعش» تريد أن تشد اليمن ليغرق 

أخبار محلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قالت صحيفة خليجية، إن "أكبر كارثتين ضربتا العالم الإسلامي في القرن العشرين وامتدت تأثيراتهما إلى القرن الحالي، هما حركة الإخوان المسلمين والثورة الإسلامية في إيران، والعلاقة بينهما متجذرة ووثيقة ومتبادلة، وكل منهما تؤثر في الأخرى وتلهمها رغم الاختلافات المذهبية التي تفصل بينهما".

وأضافت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الأحد تابعها "اليمن العربي" - "كانت جماعة «الإخوان» ملهمة لنشوء حركة إسلامية في إيران انتهت بتشكيل جماعة «فدائيان إسلام» في أربعينيات القرن الماضي، وضمت رجال دين ومثقفين، وكانت الزيارات واللقاءات متبادلة بين الطرفين، واغترفت «فدائيان» من نبع «الإخوان» التي أصولها الفكرية مستمدة من أفكار الجماعة الإسلامية في شبه القارة الهندية بقيادة أبو الأعلى المودودي، ونهجها التنظيمي وأساليب عملها مستمدة من الحركتين النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا".

وتابعت "دار الزمن دورته، ليجد «الإخوان» في الثورة الإسلامية التي قادها الخميني، نموذجاً يستلهمونه بعد أن فتح شهيتهم على الوصول الى السلطة عبر التنظيم والحشد العقائدي واختراق مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، بل فتحت الثورة الخمينية الآفاق لتنظيم عابر للأقطار".

ومضت "أفسد ما يسمى «الإسلام السياسي» الدنيا والدين، فخلال أربعة عقود من صعود هذه الظاهرة كانت النتيجة كارثية بكل المقاييس. فقد صادرت الدولة الدينية في إيران، وأفغانستان «طالبان»، والسودان تحت حكم «الإخوان»، الدين وقسمت المجتمعات وصادرت الحريات باسم الدين، وصدرت الأذى إلى المجتمعات الأخرى باسم «تصدير الثورة» و«النصرة والمؤازرة»، وعسكرت المجتمعات باسم «الرباط وإعداد القوة»، وباتت رهينة للشعارات الطنانة بديلاً للسياسات".

وقالت "قدمت الدولة الثيوقراطية البائدة في أفغانستان والسودان، ومازالت في إيران، قراءة مشوهة لدين الوسطية والاعتدال، ومكنت للاستبداد والطغيان، وهما قرينا الفساد كما توصل الى ذلك عبدالرحمن الكواكبي قبل قرن ونصف القرن، فعم الفساد الاقتصادي وصار المال دولة بين سدنة النظام، وتحولت الدولة بقوانينها وأنظمتها وقراراتها إلى أداة لشرعنة الفساد ونهب مقدرات الدولة وتحويلها إلى منفعة طبقة كهنوتية من دعاة الايديولوجية والحزب الحاكم. والفساد الإداري والاقتصادي والمالي يستتبعه بالضرورة فساد اجتماعي يضرب الذمم والأخلاق والقيم، العمود الفقري لكل مجتمع، وتمثل اللحمة التي تكفل للمجتمعات التماسك والاستقرار والتطور".

وتقول الصحفية "غني عن القول إن حركة الإخوان تناسلت وأنتجت عشرات الجماعات والتنظيمات الإرهابية، مثلما ولدت الثورة الإيرانية ما لا يحصى من الجماعات والفصائل والكتائب والسرايا المقاتلة العلنية والسرية لزعزعة استقرار المجتمعات".

وشددت على أن "كل تجارب الدولة الثيوقراطية سقطت وعجزت عن الحياة لأنها ضد الحياة، بينما دول إسلامية أخرى مثل الإمارات وإندونيسيا وماليزيا تقدم نموذجاً للدولة الحديثة التي تتبع النهج الإسلامي الوسطي المعتدل وتأخذ وتعطي وتتفاعل مع كل معطيات العصر من دون أن تفقد هويتها".

واختتمت "نثق تماماً بأن الفكر المتطرف وميليشياته وجماعاته الإرهابية مصيره إلى الزوال، وعالمنا العربي والإسلامي ليس بحاجة إلى تكرار التجربة الخاطئة في اليمن الذي يقاتل للخروج الى شمس العصر بينما جماعة الحوثي الإيرانية الهوى والإخوان والتنظيمات الإرهابية مثل «القاعدة» و«داعش» تريد أن تشده ليغرق في غياهب الظلام".