شبوة ولعنة النفط..سبب إشتعال الحرب بين شطري اليمن فبل الوحدة بـ13 عام

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لم يكن الصراع على محافظة شبوة صراع حديث أفرزته الحرب الحالية، أو مجريات الأحداث بل هو صراع قديم يتجدد، وتمتد جزوره إلى ما قبل الوحدة وإلى الحروب والصدامات العسكرية الأولى بين شمال اليمن وجنوبهقبل حرب 1994، والتي ذذهبت في طي النسيان.ن إنتاج المحافظة نفطيًا

تحتوي محافظة شبوة على 6 قطاعات نفطية ، بإجمالي عدد حقول 14 حقل، وينتج حقل عسيلان وحده 150 ألف برميل يوميًا، غير باقي القطاعات التي تعتبر من أعلى قطاعات اليمن إنتاجًا

العلاقة بين الحروب الشمالية الجنوبية والنفط

بدأت الإكتشافات النفطية بعد استقلال اليمن الجنوبي منذ عام 1967 علي يد شركة سايبكو الجزائرية، وبدأ إكتشاف أول حقول منتجة في منطقة حرموت عام 1976عبر الشركات السوفيتية، وتلى ذلك الحروب الدامية بين الشمال والجنوب، أعلنت إذاعة عدن في 22 فبراير 1972 عن مقتل 65 من شيوخ القبائل الشمالية ، وقيل أن حكومة عدن جمعتهم في خيمة ثم نسفت الخيمة بمن فيها، في الفترة 13 سبتمبر ـ 28 أكتوبر 1972 اجتمع وفدي الشطرين في القاهرة، برئاسة كلٍ من، علي ناصر محمد رئيس وزراء الشطر الجنوبي، ومحسن العيني رئيس مجلس وزراء الشطر الشمالي، مع لجنة التوفيق العربية المشكلة بقرار مجلس جامعة الدول العربية رقم 2961، وأعيدت الحرب مرة أخرى عام 1979.مصادمات واشتباكات واسعة بين قوات اليمن الشمالي واليمن الجنوبي، واشتداد حدة التوتر في المناطق الحدودية. الجمهورية العربية اليمنية تطلب من جامعة الدول العربية التوسط لتهدئة الوضع.

نفط مأرب وبداية بروز ملف شبوة

وأكد حسين مثنى العاقلي، أستاذ الجغرافيا المساعد بجامعة عدن، أن أساس الصدام من أجل شبوة بل ومن أجل الجنوب هو الطمع في ثرواته وخاصة النفطية، حيث قامت الجمهورية العربية اليمنية في عام 1981 بالتعاقد مع الشركة الأمريكية للنفط "هنت"، والتي منحت التنقيب في قطاع 18 "مأرب-الجوف"، وحفرت عدة آبار في حقل صافر منها بئر ألف وأزال والرجاء وأسعد الكامل.

وأضاف العاقلي، أن كمية النفط المكتشفة من الأبار لاتزيد عن 7800 برميل يوميًا، ورغم ذلك أعلن في عام 1984 عن إكتشاف النفط في اليمن، وتم تصدير أول كمية نفط من اليمن في عام 1987، عبر خط الأنابيب الممتد من مأرب إلى رأس عيسى بشبه جزيرة صليف بالبحر الأحمر، كما تم افتتاح مصفاة النفط في مأرب بحضور الرئيس الأمريكي بوش الأب بطاقة تكريرية تصل لـ10 ألاف برميل يوميًا.

الأطماع في نفط شبوة

لم تكن الكمية المنتجة من نفط مأرب في مستوى الطموح من حيث الربح المشجع إستمرار الشركة في التنقيب، لذلك منحت مساحة أخرى في مأرب تقدر بحوالي 280 كم، سميت بقطاع 5 أو حقل جنة، وعندما قامت شركة هنت بإجراء المسح الزلزالي والتجارب الجيوفيزيائية، والصور الجوية اتضح للشركة المفاجأة المدوية، أنه رغم كون القطاع غني بالنفط إلا أنه مركزه يذهب بعيدأ وخارج حدود اليمن الشمالي في شقيقتها الجنوبية وتحديدًا شمال محافظة شبوة.

أوهمت شركة هنت السلطة في الشطر الشمالي أن إنتاج النفط من المحافظات الشمالية لن يحقق العائد المرجو منه إلا عبر حقل جنة، بل وكامل  المساحة الحوضية الممتدة إلى شمال محافظة شبوة وجنوب رملة السبعتين، لذلك حشد الشمال قواته العسكرية على حدود المواجهة لحقل جنة، وأصبحت القوتان العسكريتان على أهبه الإستعداد للإقتتال. 

كواليس الوحدة

و استغلت الدوائر الغربية ومخابراتها الأوضاع السياسية الناشئة في نظام المعسكر الإشتراكي وعلاقته مع الحزب الحاكم في الجنوب، حيث كان في الأفق التغيير في سياسة جورباتشوف والمسماة "البروسترويكا"، ولا يمكنها المواجهه مع نظام الشمال المدعوم أمريكيًا، بحسب ما أورد العاقلي. ولم يكن مستغرب بدء الجهود من أجل الوحدة عام 1988. وعلى الرغم من أن حكومات الشطرين قد أعلنت موافقتها على الاتحاد عام 1972، إلا أنه التقدم الذي أحرز كان ضئيلًا، حيث توترت العلاقات بين البلدين كثيرًا. في عام 90 تحققت الوحدة اليمنية ووقع اتفاقيتها ممثلي النظامين في الشمال (الجمهورية العربية اليمنية ) والجنوب (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)

أدلة الجريمة

وأردف الكاتب أنه مما يثبت تورط شركات النفط في حرب 1994، التي فرض بها الشمال الوحدة بالقوة على الجنوب، بأنه بعد إنوتهاء عملية بسط نفوذ صنعاء على دولة الجنوب، قام نظام علي عبد الله صالح بتصفية أول وزير في حكومة في حكومة الوحدة "أبو بكر صالح بن حسينون"، في ظروف غامضة في 4 يونيو عام 1994.