انتزاع الحقوق يحتاج لارادة سياسية

اليمن العربي

أصدرت أدارة مكتب الاوقاف بحضرموت تعميم الى جميع مساجد مدينة المكلا تطالب فيه جميع خطباء المساجد بتخصيص خطبة اليوم الجمعة لتذكير ابناء حضرموت بالمطالبة بحقوق حضرموت وثرواتها المنهوبة النفطية مع العلم أن ابناء حضرموت يتذكرون حقوقهم وثرواتهم المنهوبة وهم يعانون كل يوم من تدهور الخدمات الاساسية في الكهرباء والصحة والتعليم والطرقات وهو مايحز في نفوسهم ويجعلهم يتحسرون على أهدار تلك الثروات وهم في أمس الحاجة لها .

وبعد انتهاء خطيبنا من خطبته ومن صلاة الجمعة اتصلت على ثلاثة اصدقاء في احياء مختلفة في المكلا والشرج والديس وسألتهم عن ما قاله خطيب الجمعة في احيائهم فرد الثلاثة أن الخطبة كانت عن حقوق حضرموت ولكن خطيب ذكرها على استحياء وأخر استفاض في الحديث وأخر طالب وناشد والمهم أن اغلب الخطباء تحدثوا في خطبتهم عن حقوق حضرموت والتي تتمثل في الثروة النفطية والسمكية وايرادات حضرموت من الضرائب والجمارك وطالبوا وناشدوا أن تكون هذه الثروة لصالح تحسين وتطوير حضرموت وتناسى الكل بما فيهم من أرسل التعميم مكتب الاوقاف المهم والاهم وهو مربط الفرس والمدخل الحقيقي لحل مشاكل حضرموت الحق السياسي لحضرموت وهو تقرير المصير عبر الطرق السلمية والمعترف بها دوليا وليس عبر الفوضى والعنترية الكذابة فحضرموت اليوم تمر في أخطر مرحلة في تاريخها الحديث مرحلة مخاض حقيقي في ظل التطورات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة واليمن من تحالفات وحروب بالوكالة بينما حضرموت مثل الفريسة التي تتكالب وتنهش جسدها الكلاب المسعورة ليس من قلة عددنا ولكن من ضعف ارادة قيادتنا على مرأى ومسمع من حلفها الميت وجامعها المتعفن فاذا اردنا أن ننتزع حقوقنا الاقتصادية علينا اولا أن نستعيد ثقتنا بأنفسنا وأن نكون الرقم الصعب في المعادلة السياسية وأن لا نكون تابعين لهذا أو للأخر وننتظر المنتصر حتى نعلن ولائنا له ومن خد امنا فهو عمنا . أعلم جيدا أن مكتب الاوقاف في حضرموت لم يرسل التعميم للمساجد من تلقاء نفسه ومن المؤكد أن المكتب تلقى تعليمات من فوق واقصد من السلطة المحلية وهي خطوة جيدة ولكن ما المقصود من هذه هل المطلوب من المصليين الخروج للشوارع والتظاهر أو الدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى وهل استنفدت السلطة المحلية كل الحلول حتى تلجأ الى خطباء الجوامع وبالطبع ليس تقليل من دور المساجد والخطباء وانما هو مجرد تساؤل يدور بخلدي حول الهدف من تلك الخطوة وهنا انا اتسأل اين حلف حضرموت من كل هذا الفوضى واين الجامع الحضرمي الذي صرف عليه أكثر من ثلاثمائة مليون ريال اذا لم يكن لهم دور فعال في مثل هذه المواقف والقضايا فما الفائدة من وجودهم أو أن أنشاء الحلف والجامع الحضرمي جاء لخدمة أشخاص وجهات معينة وليس من أجل خدمة مصالح حضرموت علينا أن نكون أكثر وضوح ونمتلك رويا سياسية أو خارطة طريق ترسم ملامح المستقبل السياسي لحضرموت وذلك لن يتم الا بتسليم القيادة لمن يمتلكون القدرة والكفاءة والحنكة من الكفاءات الحضرمية وأبعاد المتطفلين وأصحاب المنافع الشخصية وأصحاب الأجندات المشبوهة .