من يحرك الإرهاب في الجنوب؟

اليمن العربي

خلال أسبوع واحد، أعلن تنظيم الدولة (داعش) مسئوليته عن عمليتين في مدينة عدن، الأولى استهدفت فتىً يافعا يدعى "محمد رمسيس" بحجة أنه يعمل ضمن قوة مكافحة الإرهاب، والثانية استهدفت رقيبا في الجيش يُدعى "محمد عبده قائد".

قبل العمليتين الأخيرتين، كان التنظيم قد أعلن مسئوليته عن استهداف مركز شرطة الشيخ عثمان في عدن، بسيارة مفخخة أسفر انفجارها عن مقتل عدد من الجنود والمواطنين، وتضرر مبانٍ مجاورة.

بعد عملية عدن المفخخة بساعات، شن تنظيم القاعدة هجوما كبيرا على معسكر للحزام الأمني في مديرية المحفد بمحافظة أبين جنوب شرقي اليمن، وأسفر الهجوم عن مقتل 19 جنديا من قوات الحزام الأمني.

عمليات داعش والقاعدة في الجنوب، جاءت بعد توقف استمر أكثر من عام، وعقب الأحداث الأخيرة التي شهدتها عدن، والأهم من ذلك أنها تزامنت مع حملة إعلامية كبيرة لحزب الإصلاح ضد المجلس الانتقالي الجنوبي.

عمليات التنظيمات الإرهابية في الجنوب، لا يمكن أن تكون خارج سياق حملة حزب الإصلاح الأخيرة ضد الانتقالي. يمكن القول، أو التأكيد على الحزب أطلق أذرعه المسلحة للأذية.

سبق لتنظيم القاعدة أن أقرت بوجود عناصرها في 11 جبهة قتال إصلاحية، وسبق لداعش أن اتهم الإصلاح بتقديم الدعم للتنظيم ضده في مناطق قيفة بمحافظة البيضاء.

يريد الإصلاح، من كل ذلك، أن يقول إن الجنوب سيصبح بؤرة للإرهاب في حال آلت أموره إلى المجلس الانتقالي.. التخويف بانتشار الإرهاب سياسية انتهجها الحزب إبان الاحتجاجات التي شهدتها عدد من المدن اليمنية، عامي 2011\2012، للمطالبة برحيل الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، حيث أوعز إلى القاعدة بالسيطرة على مدن في جنوب اليمن، لإثارة مخاوف الغرب.

من غير المستبعد أن تشهد بعض مدن الجنوب، في الفترة المقبلة، تصاعدا لمثل هذه العمليات، وهو ما يستدعي سرعة إعادة تطبيع الوضع، ومضاعفة جهود مكافحة الإرهاب التي أسهمت، خلال العامين الأخيرين، في الحد من نشاط وتحركات التنظيمات الإرهابية.

أخيرا.. يبدو أن الوضع الحالي لحزب الإصلاح في الجنوب لن يمكنه من الاستمرار في استخدام ورقة الإرهاب لتحقيق أهدافه.