الزيارة المرتقبة للإمارات.. كيف رحب "عيال زايد" بـ البابا فرانسيس؟

تقارير وتحقيقات

البابا فرانسيس
البابا فرانسيس

تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة لزيارة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية وبطريارك الكرازة المرقصية إلى الدولة التي تجسد الدور الرائد الذي تؤديه دولة الإمارات عاصمةً عالميةً للتسامح والأخوة الإنسانية.
وتعد هذه الزيارة الأولى للبابا فرنسيس إلى منطقة الخليج العربي، تشكل زيارة قداسة البابا فرنسيس تتويجًا لموروث ممتد من القيم والمبادىء الثابتة التي أرسى دعائهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

وقال البابا فرنسيس في التسجيل الذي أعاد الشيخ عبدالله بن زايد، وزير الخارجية الإماراتي نشره على صفحته بتويتر: "يا شعب الإمارات العربية المتحدة الحبيب، السلام عليك، سعيد لتمكني من زيارة بلدكم العزيز بعد أيام قليلة، تلك الأرض التي تسعى لأن تكون نموذجا للتعايش وللأخوة الإنسانية ولقاء مختلف الحضارات والثقافات".
 
وأضاف: "يجد الكثيرون فيها (الإمارات) مكانا آمنا للعمل والعيش بحرية تحترم الاختلاف، يسرني أن آلتقي بشعب يعيش الحاضر ونظره يتطلع إلى المستقبل لقد صدق الشيخ زايد، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة حين قال إن الثروة الحقيقية ليست في الإمكانيات المادية وحدها وإنما الثروة الحقيقية للأمة تكمن في أفراد شعبها الذين يصنعون مستقبل أمتهم".

وأوضح: "اتوجه بجزيل الشكر للشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان الذي داعني للمشاركة في لقاء حوار الأديان تحت عنوان الأخوة الإنسانية".
وقال المتحدث باسم الفاتيكان غريغ بوركي: "الفكرة الرئيسية في الزيارة ستكون اجعلني قناة سلامك، وهذه هي نية البابا من الذهاب إلى الإمارات. كيف يمكن لكل أصحاب النوايا الحسنة أن يعملوا معا من أجل السلام، سيكون ذلك هو الموضوع الرئيسي للزيارة".

وقام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بنشر تغريدة علي صفحتة بتويتر: "نجدد ترحيبنا برجل السلام والمحبة، البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية في "دار زايد"، نتطلع للقاء الأخوة الإنسانية التاريخي في أبوظبي.. يحدونا الأمل ويملؤنا التفاؤل بأن تنعم الشعوب والأجيال بالأمن والسلام.

وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، اهتمام وتثمين دولة الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة لهذه الزيارة التاريخية التي تكتسب أهمية خاصة في ترسيخ روابط الصداقة والتعاون التي تميزت بها علاقة الإمارات بالفاتيكان بما فيه خير للإنسانية وخدمة السلام العالمي.

وقال الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان، إن بابا الفاتيكان يشارك خلال زيارته الدولة في "ملتقى الحوار العالمي بين الأديان حول الأخوة الإنسانية"، تلبية لدعوة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

واوضح الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أن زيارة البابا تأتي ضمن جهود الدولة في دعم وإرساء أسس التآخي والتعايش السلمي الإنساني في المنطقة والعالم، مشيرًا إلى أن قبول البابا فرانسيس الدعوة يعزز تلك الجهود ويدفع عجلة الحوار بين الأديان مما يوفر أرضية صلبة لتعزيز الأخوة الإنسانية.

وشدد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على وجود رغبة دولية حقيقية للخروج بمبادرات وتحركات تسهم في تعميق العلاقات الإنسانية القائمة على التسامح والتعايش المشترك وتصب في صالح البلدان والشعوب.
واعتبر أستاذ الدراسات الإسلامية رضوان السيد زيارة البابا للإمارات "شهادة له وللإمارات.

وفي حديثه إلى موقع "سكاي نيوز عربية"، لفت السيد إلى أن البابا فرانسيس "يتميز بنظرة ثاقبة وأفق بعيد، حيث يعرف المشكلات الكبرى التي يعانيها العرب والمسلمون، ويعرف أن من أهم مشكلات العالم المتعلقة باللجوء هي اضطرابات الدول والكوراث التي حلت بها. لذا فإن هذه المنطقة تستحق الاهتمام مثل غيرها".

وأضاف:"اختار أبوظبي من بين مناطق الخليج لأنها تتسم بشروط ثلاثة: فهي مجتمع متعدد كبير ومسالم يسوده الوئام والسلام حتى إنه أنشأ في حكومته وزارة للتسامح. وثانيا، هناك انضباط كامل على المستوى الديني فلم يحصل تطرف أو إرهاب ولم يعرف عن شعب الدولة أو حكامها أي نزعة عنيفة، وبالتالي فهم نموذج للإسلام المعتدل. وثالثا، تحتضن الإمارات العديد من المؤسسات التي تنشر قيم التسامح، ومنها منتدى تعزيز السلم".

وفي السياق ذاته، قال رئيس تحرير صحيفة الرؤية الإماراتية محمد الحمادي، إن البابا فرانسيس " شخصية لا تتكرر كثيرا، لما له من دور في نشر التسامح بين الأديان".

وأضاف أن وجود شخصية مثل البابا فرانسيس على رأس الكنيسة الكاثوليكية "حجم من فكرة الصراع بين الحضارات والأديان وأبدله بالحوار والتقارب".

واعتبر الحمادي أن زيارة البابا إلى أبوظبي "تبعث برسالة إلى كل فكر متطرف في أي ديانة، بأن الرموز الدينية التي تعد قدوة لأتباع الديانات تجتمع وتعمل من أجل التعايش والتسامح".