واشنطن تتصدى لإرهاب إيران.. عقوبات أغسطس ليست الأخيرة

عرب وعالم

اليمن العربي

"جزء مهم من جهودنا للتصدي للنشاط الإيراني الخبيث".. هكذا عبر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو  عن رأيه في تحركات بلاده بشأن إعادة فرض العقوبات على طهران، في أعقاب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني.

ففي مايو/أيار الماضي، صفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النظام الإيراني بإعلان انسحابه من الاتفاق النووي، الذي تم توقيعه عام 2015، متوعدا طهران بفرض عقوبات عليها مجددا، وهو ما نفذه في أغسطس/آب 2018.


وأصدر ترامب، الإثنين، أمرا تنفيذيا بإعادة فرض حزمة من العقوبات على إيران بداية من غد الثلاثاء.

مسؤولون أمريكيون بالبيت الأبيض قالوا إن أمريكا تعيد فرض العقوبات على إيران بهدف التوصل لاتفاق نووي جديد في نهاية المطاف.

وكان بومبيو حدد الشروط الأمريكية لبحث إمكانية إبرام اتفاق جديد مع طهران على النحو التالي:

- تقديم تقرير لوكالة الطاقة الذرية عن أبعاد البرنامج النووي السابق

- التوقف عن تخصيب اليورانيوم وإغلاق مفاعل إنتاج الماء الثقيل

- السماح لمفتشي وكالة الطاقة الذرية بالوصول لجميع المواقع في البلاد

- إنهاء نشر الصواريخ الباليستية ووقف برنامج الصواريخ القادرة على حمل الرؤوس النووية

- إطلاق سراح المواطنين الأمريكيين ومواطني الدول الحليفة المحتجزين في إيران

- إنهاء دعم الجماعات الإرهابية بما فيها حزب الله وحماس والجهاد

- احترام سيادة الحكومة العراقية وتفكيك المليشيات الشيعية



- إنهاء دعم مليشيات الحوثي والتوصل لحل سياسي في اليمن

- سحب المليشيات الإيرانية من سوريا

- إنهاء دعم طالبان والجماعات الإرهابية الأخرى في باكستان والتوقف عن إيواء عناصر القاعدة

- إنهاء دعم قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني والإرهابيين والمليشيات المسلحة

- التوقف عن السلوك المهدد لدول الجوار وإطلاق الصواريخ على السعودية وتهديد خطوط الشحن

كعادتها.. لم تستجب إيران لتلك الشروط التي تستهدف تغيير سلوكها بعيدا عن مؤامراتها، التي تقوِّض بها استقرار المنطقة كدعمها مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، والعمل المستمر على تفتيت وحدة العراق ببث الفرقة والطائفية، إضافة إلى تخريب سوريا، وغيرها من المؤامرات التي يضمها سجلها الأسود، الذي ستحاسب عليه لأن مثل تلك الجرائم لا تسقط بالتقادم.

وتمارس إيران تلك الأفعال النكراء وتتناسى خدمة شعبها، بل تتذكره بالقمع وانتهاك حقوقه في المظاهرات التي يحتج فيها لاستعادة حريته نتيجة سياسات النظام الحاكم السيئة.



ويبدو أن  العقوبات التي ستلاحق الإرهاب الإيراني في أغسطس/آب 2018 لن تكون الأخيرة، فبعد أن يستيقظ الإيرانيون على وقع الضربة الأمريكية بسبب سياسات نظام الملالي المتخبطة والمتدهورة سيكونون على موعد مع عقوبات جديدة بعد نحو 180 يوما.

وتتلخص عقوبات أغسطس فيما يلي:

- فرض عقوبات على التحويلات الرئيسية للريال الإيراني، أو حسابات مصرفية خارج إيران، أو بنوك تخضع لنفوذ الريال الإيراني.

- فرض عقوبات على تجارة الذهب والمعادن الثمينة مع إيران.

- فرض عقوبات على المشتريات والاشتراكات أو تسهيلات الديون لإيران.

- فرض عقوبات على شراء أو تخزين أو نقل الجرافيت المباشر أو غير المباشر أو المواد الخام أو المعادن شبه المكتملة، بما في ذلك الألومنيوم والحديد والفحم والبرمجيات لإدماج العمليات الصناعية.

- فرض عقوبات على شراء وبيع الدولار الأمريكي من قبل حكومة إيران.

- فرض عقوبات على صناعة السيارات.



وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني ستعاقب الولايات المتحدة نظام الملالي بما يلي:

إعادة العقوبات المتعلقة بمؤسسات الموانئ والأساطيل البحرية وإدارات بناء السفن، بما يشمل أسطول الجمهورية الإيرانية وخط أسطول جنوب إيران والشركات التابعة لهما.

- إعادة العقوبات المتعلقة بالنفط، خاصة التعاملات المالية مع شركة النفط الوطنية الإيرانية NIOC، وشركة النفط الدولية الإيرانية NICO، وشركة النقل النفطي الإيرانية NITC، وحظر شراء النفط والمنتجات النفطية أو المنتجات البتروكيماوية من إيران.

- عودة العقوبات المتعلقة بالمعاملات الاقتصادية للمؤسسات المالية الأجنبية مع البنك المركزي الإيراني، وبعض المؤسسات المالية الإيرانية بموجب المادة 1245 من قانون تخويل الدفاع الوطني الأمريكي للسنة المالية 2012.

- فرض عقوبات على خدمات الرسائل المالية الخاصة للبنك المركزي الإيراني والمؤسسات المالية الإيرانية المدرجة في قانون معاقبة إيران الشامل لعام 2010.

- فرض عقوبات على توفير خدمات التأمين.

- فرض عقوبات على قطاع الطاقة الإيراني.



بالإضافة إلى ذلك، سوف تلغي الولايات المتحدة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2018 التراخيص التي منحت لكيانات أمريكية للتعامل مع إيران عقب الاتفاق النووي.

كما طلبت واشنطن من الدول التوقف عن استيراد النفط الإيراني بدءا من أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، وإلا ستواجه إجراءات مالية أمريكية.

وتستهدف الولايات المتحدة من كل ذلك التصدي للأنشطة التخريبية لإيران التي تتجاوز البرنامج النووي؛ إذ تعمل طهران على الدعم المستمر للإرهاب، ممثلا في مليشياتها الانقلابية من الحوثيين في اليمن على سبيل المثال، فضلا عن قمع مواطنيها وانتهاكات حقوق الإنسان، إضافة إلى زعزعة استقرار المنطقة.

وتأتي كل هذه الصفعات في وقت تشهد فيه إيران أسوأ أزماتها مع انهيار سعر العملة منذ مارس/آذار الماضي، وسط خروج احتجاجات غاضبة في البلاد ضد سياسات الملالي، التي لا تعرف سوى لغة الخراب والإرهاب.