بعد تصاعد الاحتجاجات.. رجال خامئني يلمحون للإطاحة بروحاني

عرب وعالم

اليمن العربي

بعد الاحتجاجات المتصاعدة في إيران، كشفت تصريحات جديدة أدلى بها يحيى رحيم صفوي، المستشار العسكري للمرشد الإيراني علي خامنئي، عن نوايا تيارات متشددة داخل هيكل نظام الملالي، الإطاحة بحكومة الرئيس حسن روحاني وتنصيب أخرى تتكون من جنرلات مليشيات الحرس الثوري في ظل تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية التي تهدد نظام ولاية الفقيه بأكمله.

ونقلت وكالات أنباء إيرانية، عن صفوي قوله خلال حضوره مناسبة قبل يومين بحضور جنرلات من الحرس الثوري جرى تكريمه خلالها، أن عدم وجود حكومة سيجعل أمور البلاد على ما يرام، في الوقت الذي تطالب تيارات متشددة بضرورة وجود رئيس للبلاد بخلفية عسكرية بالتزامن مع التصعيد على إثر الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني، وارتفاع موجات الغضب الشعبي إلى حد غير مسبوق. 
ويرى مراقبون للشأن الإيراني أن مليشيات الحرس الثوري تسعى بشتى السبل للهيمنة على مقدرات القرار السياسي في البلاد لدعم أنشطتها التخريبية بالمنطقة، لا سيما أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أعرب عن مخاوفه مؤخرا بشأن مصير غامض ينتظر نظام الملالي حال رحيل روحاني عن الحكم، على حد قوله. 

وعلى الرغم من المطالبات الشعبية المتكررة برحيل المرشد الإيراني علي خامنئي المسيطر على زمام السلطة، وتغيير نظام ولاية الفقيه القمعي، يرى مستشاره العسكري أن وجوده "تنظيمي"، مدافعا عن منصبه ضمن تركيبة نظام الملالي، في الوقت الذي رفض تحميله مسؤولية فشل الاتفاق النووي، وفقاً لـ"العين الإخبارية". 

وبدا من تصريحات الجنرال رحيم صفوي، القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، انحيازه للمليشيات الإيرانية، معتبرا أن الحكومة الإيرانية وحدها تتحمل أزمات الداخل في البلاد، بينما تشير تقارير عدة إلى أن طهران ما زالت تواصل دعم المغامرات العسكرية على حساب رفاهية الداخل بالبلاد.

وسبق أن دعا محمد علي بور مختار، النائب المتشدد والجنرال السابق بالحرس الثوري، لتنصيب رئيس إيراني بخلفية عسكرية، مدعيا أن وجوده سيخلص البلاد من أزماتها المتفاقمة، قبل أن تسري تلك الدعوة على مستوى الصحف، والنشطاء المحسوبين على التيار الأصولي داخل بنية النظام الإيراني.

وفي سياق متصل، تزايدت تلك الدعوات في أبريل/ نيسان الماضي، قبل إعلان الولايات المتحدة انسحابها نهائيا من الاتفاق النووي، حيث اعتبر حسين الله كرم، وهو قائد مليشيات عسكرية متشددة مقربة من البسيج "التعبئة العامة"، تدعى"أنصار حزب الله"، أن الإطاحة بروحاني، وتعيين رئيس عسكري لقيادة البلاد، يكفل لبلاده موقفا أفضل بمواجهة واشنطن، على حد زعمه.

وطرح اسم الإرهابي قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري كبديل للرئيس "الإصلاحي" روحاني. وقال كرم بحسب موقع خبر أونلاين الإيراني، إن سليماني هو الشخص الأجدر بقيادة البلاد، نظرا لتمتعه بما عده "الخبرات الاستراتيجية الإقليمية"، لافتا إلى أن شخصية عسكرية في منصب الرئاسة ستكون قادرة على مجابهة الأزمات التي تواجهها طهران، على حد قوله. 

عسكرة الحكومة مقترح طرحه أيضا هوشنج أمير أحمدي، رئيس المجلس الإيراني الأمريكي، أحد أبرز "اللوبيات" التابعة للنظام الإيراني في الولايات المتحدة، حيث دعا إلى تشكيل "حكومة عسكرية" تحت إدارة الحرس الثوري، لمواجهة ما وصفها بـ"التهديدات المحدقة".

وبرر أحمدي، الأستاذ في جامعة راتجرز الأمريكية، مقترحه في مقال له مؤخرا بصحيفة "انتخاب" المحلية الحكومية، بعدم قدرة حكومة روحاني على مواجهة تهديدات الإدارة الأمريكية.

وتسعى مليشيات نظام الملالي في إيران بشتى السبل لإنقاذ هيكل نظام ولاية الفقيه القمعي من السقوط المدوي، غير أن التحرك يبدو أنه جاء في الوقت الضائع.

ويأتي التحرك بعد فوات الأوان، لا سيما في ظل ارتفاع وتيرة الغضب الشعبي مؤخرا لأسباب عدة بينها سياسي، واقتصادي، واجتماعي منذ احتجاجات يناير/ كانون الثاني، إضافة إلى معطى جديد في المعادلة فرض نفسه وهو العقوبات الأمريكية المنتظرة، على إثر انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم بين طهران وقوى عالمية قبل 3 سنوات. 

وتشير تقارير رسمية، بحسب شبكة إيران واير، إلى انخراط كل من مليشيات الحرس الثوري والباسيج (التعبئة العامة) في خطط ومشروعات زراعية تشمل نحو 9000 موقع في قرى إيرانية صغيرة منذ عام 2013، لدعم المزارعين بزعم تأمين الاحتياجات الغذائية من الحاصلات الزراعية للمواطنين الإيرانيين، قبل أن تُعلن المليشيات نفسها عن طرح خطة جديدة تحمل اسم "إنقاذ الزراعة"، في ظل تفاقم الأزمات البيئية التي يأتي على قمتها الجفاف، وشح المياه العذبة.