فنانون إيرانيون يقاطعون مأدبة إفطار روحاني.. لهذا السبب

ثقافة وفن

اليمن العربي

تحت شعار " ما به افطاری نخواهیم رفت"، أو "لن نحضر الإفطار".. أعلن المئات من الفنانين الإيرانيين البارزين رفضهم لدعوة على مأدبة إفطار رمضانية من الرئيس الإيراني حسن روحاني، تضامنا مع الاحتجاجات والإضرابات الدائرة في البلاد، بسبب تردي الأوضاع المعيشية.

وضمت قائمة الفنانين المعترضين على مأدبة الرئاسة الإيرانية التي تعقد سنويا، مهناز أفشار، وآناهيتا همتي، وبرفيز برستويي، وشيلا خداداد، وبرزو أرجمند، إضافة إلى إحسان كرمي، وفلور نظري، في الوقت الذي انتقدت فنانة إيرانية في رسالة مفتوحة إلى روحاني، تفاقم أزمات البلاد إلى حد غير مسبوق.

وأشارت آناهيتا همتي في مستهل رسالة موجهة للرئيس الإيراني، عبر حسابها الرسمي على موقع أنستقرام، إلى أن أوضاع الأسر الإيرانية باتت أكثر سوءا مع حلول شهر رمضان المبارك، في ظل غلاء الأسعار، بسبب تدهور قيمة العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها التاريخية، معتبرة أن موائد الإيرانيين باتت فارغة أكثر فأكثر، على حد قولها.

وألمحت همتى إلى أن التلفزيون الإيراني الرسمي يزيف واقع البلاد المرزي في ظل ارتفاع نسب الفقر، وتجاهل الحكومة مطالب المواطنين والعمل على حل مشكلاتهم، إضافة إلى قمع جميع أشكال الاحتجاج، مؤكدة أن القبضة الحديدية التي تقبض رقابنا منذ سنوات، تكاد أن تخنقنا، بحسب تعبيرها.


وتفاعل العديد من النشطاء الإيرانيين على موقع تويتر مع تلك الخطوة الاحتجاجية التي أعلنها المشاهير الإيرانيون بوجه الرئيس الإيراني، واعتبروها بمثابة رد على تخلي روحاني عن وعوده الانتخابية قبل حصوله على ولايته الثانية، وكذلك انشغال نظام الملالي بمغامراته العسكرية في الخارج، وقمع الاحتجاجات الداخلية.

وفي رد على ارتفاع وتيرة الاعتقالات داخل البلاد مؤخرا، وبخاصة لنشطاء وصحفيين لقمع الحريات، طالبت الممثلة السينمائية مهناز أفشار بدعوة أثينا دائمي، لحضور إفطار روحاني، وهي ناشطة حقوقية في مجال حقوق الطفل، لاتزال معتقلة بسجن قرتشك، حيث تقضي عقوبة بالسجن تصل إلى نحو 7 سنوات، بتهم الدعاية ضد النظام، والعمل ضد الأمن القومي التي يتخذها النظام ذريعة لقمع معارضيه.

وطالبت "آفشار" بحضور رامين حسين بناهي المعارض الكردي (30 عاما)، المحكوم عليه بالإعدام ويقبع في معتقل إيفين سيئ الصيت في شمال طهران. بانتظار تنفيذ الحكم، وسط مطالبات دولية وحقوقية لنظام الملالي بعدم اتخاذ مثل هذه الخطوة، خاصة أن حكم الإعدام على بناهي جاء بعد الإجراءات القضائية التي لم تطبق ضمانات المحاكمة العادلة.

وأدين عدد من أفراد عائلة بناهي في "محاكمات عاجلة وصدرت بحقهم أحكام طويلة بالسجن في عملية انتقام على ما يبدو على جهودهم للحصول على معلومات عن وضع ابنهم".

وفي السياق ذاته، رفض الفنان الإيراني الشهير برويز برستويي تلبية دعوة روحاني، قائلا عبر حسابه على أنستقرام، إنه لا يجب إنفاق المزيد من الأموال على مثل هذه الاحتفالات في ظل الحالة الاقتصادية "السيئة للغاية" للمواطنين.

وأرجع فنانون آخرون رافضون للمأدبة الرئاسية أسباب عزوفهم عنها إلى تدهور أوضاع المواطنين الذين باتوا غير قادرين على سد رمقهم، في ظل الغلاء، وتفاقم الأزمات الاقتصادية مثل التضخم، والبطالة، إضافة إلى تسلط المتشددين والحرس الثوري لقمع مطالبهم العادلة.

وأصبح الفنانون الإيرانيون وجها بارزا في الاحتجاجات ضد الملالي مؤخرا، وكان وجودهم ملحوظا أثناء تشييع جنازة الفنان الإيراني الشهير ناصر ملك مطيعي، التي تحولت إلى احتجاجات ضد نظام الملالي، ووجه خلالها المشيعون انتقادات حادة للمرشد الإيراني علي خامنئي في ظل قمع الحريات بالبلاد على مدار عقود.

وترددت شعارات "الموت للديكتاتور"، و"أيها القيصر أين أنت.. إنهم يقتلون الناس"، بهذه الهتافات تحولت جنازة ناصر ملك مطيعي أحد أبرز نجوم السينما الإيرانية في زمن الشاه إلى احتجاجات غاضبة ضد تسلط نظام الملالي، وقمعه مطالب آلاف الإيرانيين في الداخل.

علي خامنئي المرشد الإيراني نال حظا من هتافات المشاركين في جنازة مطيعي التي شيعت عصر الأحد في العاصمة طهران، بعد أن وافته المنية بالمستشفى عن عمر يناهز 88 عاما بعد صراع مع الفشل الكلوي، في الوقت الذي حضر عدد حاشد من الفنانين الإيرانيين المشهورين، الذين هتفوا ضد خامنئي ونظامه الاستبدادي المقيد للحريات في البلاد.