كيف تلاعب الإخوان بالأسرة الحاكمة في قطر؟

عرب وعالم

صورة أرشفية
صورة أرشفية

كشف باحثون مختصون كيف عمل الإخوان المسلمون على مدى ستة عقود للسيطرة على مسار صناعة القرار في قطر وكيف تلاعبوا بالأسرة الحاكمة في قطر .


وقال الباحث الإماراتي الدكتور عبدالله محمّد الشيبة إنّه على مدى ستة عقود، كان الإخوان المسلمون يعملون للسيطرة على مسار صناعة القرار في قطر، من خلال التعليم، الأوقاف الإسلاميّة، الجمعيّات الخيريّة والإعلام .

ويرى الشيبة أن الإخوان لن يخدموا الأهداف الاستراتيجيّة لقطر على المدى البعيد بما أنّ التنظيم يهدف إلى خلق أمبراطورية إسلامية عالميّة يدعونها بالخلافة .

وأضاف أنّ التنظيم الإرهابي تمكّن من حكم قطر عبر نشر عقيدته وتغيير معتقدات وطريقة تفكير القطريين، لدرجة أنّ نصف الزعماء القطريّين على الأقلّ هم أعضاء في الإخوان.

وأشار إلى أنه خلال عقود، تمّ تدريس الطلاب القطريين وفقاً للمناهج الدراسية التي طورها الإخوان وتم منذ سنة 1996 "غسل دماغ" المواطنين القطريين على مدار الساعة لتغيير معتقداتهم وأفكارهم كي تتطابق مع عقيدة الإخوان الإرهابيّة.

والتجأ الحكام القطريون منذ ستين سنة تقريباً، إلى عبد البديع صقر، إسلاميّ مصري وتلميذ سابق لمؤسس الإخوان حسن البنّا، من أجل مساعدتهم على إدارة مؤسّساتهم. 

وفي السنوات اللاحقة استعان المسؤولون في قطر بمجموعة من الأساتذة الإخوان من مصر. ويلفت الشيبة النظر إلى أنّ المجموعة الإرهابيّة نجحت في تأسيس دولة قطر الإخوانية بدون أن يسيطروا علناً على السلطة في الدوحة. ففي سنة 1999 حلّ التنظيم الإرهابي فرعه في قطر الذي تأسس سنة 1974 بعدما تبيّن أن لا حاجة إليه مستقبلاً لأنّ مؤسسات الدولة القطرية التي كان يترأسها أعضاء من الإخوان أصبحت "أكثر من كافية" لتحقيق أهداف الإخوان، بحسب شيبة. وحذّر الباحث الإماراتي من أن يلجأ الإخوان قريباً إلى الإطاحة بالأمير القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وتعيين شخصيّة أخرى من العائلة الحاكمة تكون أقرب إلى تلك المنظمة. 

وقال المحامي ثروت الخرباوي الذي فضح الكثير من أسرار الإخوان بعد تركه التنظيم الإرهابي، إنّ الشيخ تميم ووالده حمد تتلمذا على عقيدة الداعية يوسف القرضاوي وعبد الحليم أبو شقّة وهما شخصيتان بارزتان في التنظيم. فأبو شقة وصل إلى قطر سنة 1995 وعدّل استراتيجية الإخوان كي يركّزوا على التربية عوضاً عن النشاط السياسي.

وانتقل القرضاوي إلى قطر سنة 1961 ليترأس المرحلة الثانوية من مدارس المعهد الديني في قطر قبل أن يصبح عميداً للجامعة القطرية. وأسس كلية الشريعة الإسلامية في جامعة قطر خلال السبعينات، ثمّ أصبح المحور الأساسي للعائلة الحاكمة من أجل نشر مشروع الإخوان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا خصوصاً منذ نهاية تسعينات القرن الماضي. 

وقال الصحافي الفرنسيّ كريستيان شينو، المشارك في تأليف كتاب: "قطر، أسرار الخزينة"، يصف في حديثه إلى "قناة دبي" الإخوان المسلمين بأنهم "الحمض النووي" لقطر. 

وأضاف أنّ القرضاوي أعاد صياغة التفكير القطري فبات المسؤولون هناك يعتقدون بأنّ الإخوان هم مستقبل العالم العربي. ولهذا دعم القطريون الإخوان في تونس ومصر وليبيا. وأشار شينو إلى أنّ قطر تخطت الخطوط الحمراء في سوريا حيث دعمت جبهة النصرة ومجموعات إرهابية أخرى.