ياسين: قحطان كان يقول أنه من حق الجنوبيين تقرير مصيرهم السياسي

أخبار محلية

 ياسين سعيد نعمان
ياسين سعيد نعمان

قال سفير اليمن لدى بريطانيا وايرلندا، الدكتور ياسين سعيد نعمان، أن المعتقل محمد قحطان كان يمثل جسر التوافق داخل اللقاء المشترك مع كثير من القضايا خارج المشترك .. لافتاً إلى أنه عند إحتدام النقاش بالنسبة للقضية الجنوبية كان يؤكد انه من حق الجنوبيين ان يقرروا مسارهم السياسي.


وأكد أنه لم يكن يطلق مثل هذه العبارة لاستقطاب اللحظة، ولكن من قناعة كانت تلازمه .. مضيفاً أنه كان يبني موقفه المعرفي مما اتفقنا عليه ذات مرة وهو أن النخب السياسية قد صادرت إرادة الشعب في أهم القضايا المصيرية ووضعت نفسها بديلاً لهذه الإرادة مما أسفر عن هذه الإخفاقات التي نعيشها وانه آن الاوان ان نعمل على ان تستعيد الإرادة الشعبية حقها في اتخاذ القرار، غير أن فضيلة الموقف المتقدم عند قحطان من هذه القضايا كان يصطدم بالتعقيدات التي اتسم بها استخلاص القرار النهائي داخل كل حزب.


ولفت إلى أن اختطاف المليشيات لقحطان كان بمثابة قمع لهذه المقدمات التي أخذت تتبلور في الحياة السياسية، وعنواناً لما مثله من موقف سياسي مقاوم للتسلط، وموقف من المنهج السياسي الذي مثله الحوار والذي كان تجسيداً للتطور العام الذي شهدته الحياة السياسية اليمنية وكان قحطان أحد رموزه.


ونوه بأن محمد قحطان، الذي أخفته الميليشيات منذ عامين، يعتبر سياسي من الطراز الرفيع، اذا اتفقت معه شعرت بالاطمئنان واذا اختلفت معه شعرت ايضاً بالاطمئنان. 


وأكد في منشور له على صفحته في (فيس بوك) أن قحطان استطاع أن يؤسس خطاً في الحياة السياسية اليمنية المحتدمة بالتنوع وبالصراعات وعدم الثقة والتوافقات والتباينات .. لافتاً إلى أن هذا الخط يقوم على بناء الجسور مع المختلف، بغض النظر نجح ذلك في تجسير العلاقة أم لم ينجح، المهم أن يبقي معها ممراً، ولو ضيقاً، للعبور إلى الطرف الاخر يجعل القطيعة في الحياة السياسية مسألة غير مقبولة، حتى أن السياسة مع هذه الجسور اكتسبت مضموناً مختلفاً وشهدت ولادة أدوات ادارة وقيادة مرنة تتجدد باستمرار لتلبي الحاجات السياسية المتجددة.


وأضاف أن خصوم قحطان كانوا أكثر من يدرك هذا الدور الهام الذي يلعبه في الحياة السياسية، مشيراً إلى أنه كان يقترب من خصومه إلى حد التماهي وذلك بإيمان من أن هناك قواسم مشتركة لا بد من اكتشافها واختبارها في إخصاب التنوع السياسي والثقافي. 


وقال "فهو يرى أن هذا المجتمع المتنوع هو خلاصة تجارب تاريخية حضارية لا بد من استحضارها عبر حوارات ثقافية وسياسية واجتماعية، وباعتبارها الخلفية التاريخية التي لا تستغني عنها المفاهيم السياسية المعاصرة، فقد كان في نقاشاته مسلحاً بكثير من الوقائع والحكايات التي تعكس وعياً بالتراث المعرفي للمجتمع وما يشكله ذلك من تأثير على الحياة السياسية".


وأكد أن جهده أثمر في تكوين هذا الخط في الحياة السياسية اليمنية في توسيع دائرة التفاهمات التي قامت على قراءة موضوعية للتخلص من سياسة تصفية الخصم بالتشويه او القتل او المقاطعة، وبدلاً عنها بناء نموذج جديد يقوم على الاعتراف بالتنوع والاختلاف السياسي والثقافي وإدارتها لإنضاج الحياة السياسية والاجتماعية.


وقال "من هنا كان موقفه من جملة القضايا بما فيها الأكثر تعقيداً وخاصة قضية صعدة موقفاً ينسجم مع تلك الحاجة التي نشأت في سياقات التحول السياسي والديمقراطي لكل الأحزاب الأيديولوجية".