تجنيد الأطفال.. أرقام مفزعة وتزايد بنسبة 47% لعمليات الاستقطاب (تقرير خاص)

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تضاعفت ظاهرة تجنيد الأطفال في اليمن، خلال الفترة الأخيرة، مع تزايد حدة الصراع في البلد، والتحاق الكثير من الأطفال بساحات المعارك المشتعلة بين القوات الحكومية والحوثيين، حيث ظهرت أرقام مفزعة لعمليات الاستقطاب.


وشهد العام المنصرم 2015 زيادة كبيرة في عملية تجنيد الأطفال في اليمن والتي قدرتها منظمات مختصة بشؤون الطفل بـ47 % عن الأعوام السابقة.


ويشكل أطفال اليمن ثلث القوة العسكرية، بحسب إفادات تقارير صحفية، فيما ذكرت منظمة  الأمم المتحدة للطفولة اليونسيف إن عدد الأطفال المشاركين في القوات المسلحة بلغ ما يقارب أربعين ألف طفل.


ويُعتبر الأطفال من الناحية الاقتصادية بديلاً فعالاً للمقاتلين الكبار، فالأطفال يسهل تلقينهم العقائد والتلاعب بعقولهم والتأثير فيهم بالأفكار البطولية للذكورة والقوة.


أسباب جذرية لتجنيد الأطفال


تفيد تقارير دولية بأن الكثير من الأطفال بشكل عام يُكرهون  47بالقوة على الارتباط بالجماعات المسلحة، لكن يبدو أﻧﻬم في بعض الأحيان يلتحقون ﺑﻬا بمحض إرادﺗﻬم، ومن دوافع التجنيد ”الطوعي“ الفقر والأمية والتمييز وانعدام التعليم النظامي وفرص أسباب الرزق.


كما يضطر الأطفال إلى الانضمام إلى الجماعات المسلحة طلبا للحماية أو رغبة في البقاء أو في الثأر أو الشعور بالانتماء بسبب فقدان المسكن وأفراد الأسرة، وبالنسبة إلى بعضهم ، فإن عدم وجود السبل المشروعة للمعارضة السياسية والمشاركة، أو الأيديولوجيات القومية أو الهوية العرقية، تصبح عوامل دافعة قوية.


كما أن طول مدة النراع، وقرب مخيمات اللاجئين أو مستوطنات الأشخاص المشردين داخليا من مناطق النزاع وإخفاق عملية إعادة إدماج الأطفال، وإفلات المسؤولين عن تجنيدهم واستخدامهم من العقاب، عوامل إضافية تُساهم في ذلك.


تزايد بنسبة 47 % و40 ألف طفل 

http://www.mrkzgulf.com/do.php?img=192482 

وقال لـ"اليمن العربي"، المدير التنفيذي لـ"منظمة نداء الطفولة" ورئيس منظمة "ناشطون بلا حدود "للحقوق والحريات، موسى العيزقي إن الصراع الدائر حالياً في اليمن ضاعف من أعداد الأطفال الذين التحقو بساحات المعارك المشتعلة بين الحكومة والحوثيين حيث شهد العام 2015 وحده شهد زيادة كبيرة فى عمليات تجنيد الأطفال فى اليمن تقدر بـ47 % عن الأعوام التي سبقت ذلك وتحديداً منذ ان دخلت اليمن حالة اللاستقرار العام 2011م.


وأكد العيزقي أن اليمن تاتي على قمة قائمة دول العالم فى تجنيد الأطفال ومشاركتهم فى الحرب، فوفقاً لتقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" بلغ عدد الأطفال المشاركين فى القوات المسلحة ما يقرب من أربعين ألف طفل، ويتسق ذلك مع تقرير نشرته صحيفة ديلى تلغراف البريطانية فى منتصف العام الماضي، والذي أكد على أن الأطفال يشكلون ثلث القوات العسكرية المتحاربة فى اليمن.

الحوثيون والمجتمع القبلي


وأضاف، أن جماعة الحوثيين المسلحة في اليمن كثفت من عملياتها لتجنيد الأطفال في العام 2015م وتدريبهم ونشرهم على جبهات القتال المشتعلة، في انتهاك خطير للقانون الدولي وقوانين حماية الطفولة.


ويرى العيزقي أن التحاق الأطفال بالجماعات المسلحة والمشاركة في القتال ليس وليد اللحظة حيث يعود إلى عشرات السنين، بسبب طبيعة تركيبة المجتمع اليمني القبلي حيث وأغلب الأسر ترى في مشاركة أطفالها في الحروب والصراعات والثارات مظهراً من مظاهر الرجولة والفخر والاعتزاز وهذا يعود إلى الجهل والتخلف وعدم إدراك المخاطر الكبيرة والحقيقية التي تحدق بالأطفال وتلحق بهم نيتجية انخراطهم في الصراع.


استغلال جنسي وحرمان تعليم


وبحسب رئيس منظمة ناشطون فلا تقتصر هذه المخاطر على الموت أو الاصابة فهناك مخاطر تتمثل في استغلال الاطفال جنسياً من قبل الكبار وقد وثقنا حالات كثيرة في السنوات الماضية، إضافة إلى حرمانهم من التعليم والصحة وجميع الحقوق التي يتمتع بها الأطفال في هذا السن.


ويضيف العيزقي أن تجنيد الأطفال لا يقتصر على جماعة الحوثيين فحسب أو المقاومة، فهناك أطفال التحقوا بالجيش اليمني لإعالة أسرهم نتيجة الاوضاع المعيشية المزرية، منذ العام 2011 وإلى اليوم.


قائمة وصمة العار


وأشار إلى أن قائمة العار التي أعلنت عنها الأمم المتحدة في اليمن في عام 2011م حول الأطفال والنزاع المسلح حيث أدرج أسماء الجماعات المسلحة القبلية الموالية للحكومة وجماعة الحوثيين المسلحة ضمن قائمة الأطراف التي تجند الأطفال وتستخدمهم في النزاع المسلح "قائمة وصمة العار" وفي تقرير عام 2012م تم إدراج "أيضاً" القوات المسلحة اليمنية وفي العام 2013 أضيفت جماعة أنصار الشريعة إلى تلك القائمة..


ودعا العيزقي في ختام حديثه مع "اليمن العربي" جميع أطراف الصراع وبخاصة الحوثيين إلى ضرورة سرعة إنهاء تجنيد الأطفال واستخدامهم وتسريح كافة الأطفال المجندين حفاظاً على سلامتهم ومستقبلهم.




ظاهرة متفشية


من جانبه، ذكر المحامي والناشط الحقوقي، رئيس منظمة أحرار الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان، أكرم الشاطري المحامي أن ظاهرة تجنيد الأطفال تعيبر متفشية في اليمن لاسيما على مستوى الجيش اليمني والمليشيات المسلحة الحوثية وغير الحوثية.


وأضاف: "وكان أكثرها مند العام المنصرم التي مثلت الاحتجاجات صورة واضحة بزج الأطفال في أتون حرب مهدت لها القوى المتصارعة في الأزمة السياسية وتحنيدهم بصورة ملفتة للنظر أثناء سقوطهم في تلك المعارك التي أعلنتها مليشيات الحوثي وقوات صالح وفقا لتقارير منظمات محلية ودولية وكان آخرها تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المقدم لمجلس الأمن الدولي".


ومضى الشاطري قائلاً: "المنظمة الدولية وشركاءها رصدوا ووثقوا تجنيد الأطفال في اليمن في صفوف الجيش والجماعات القبلية المسلحة وأيضاً من جانب جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة وأنصار الشريعة.. ولفت تقرير بان كي مون السنوي حول الأطفال في الصراعات المسلحة إلى أنه تم توثيق العديد من حالات الانتهاكات في حق الطفولة بتجنيد الأطفال في صفوف الحيش المناصر للثورة والجيش النظامي الذي يقودة الرئيس السابق على صالح ضمن المليشيات القبلية وتلك التي تجند من قبل مليشيات الحوثي في حملاتها في صعدة ويزج بهم في مواقع القتال في محافظات الجمهورية".


استغلال القاعدة


ويرى رئيس منظمة أحرار الدولية، أن ذلك الحال بالنسبة لجماعة أنصار الشريعة المنتمية للقاعدة من خلال رصد الكثير من حالات استغلال الأطفال في معاركهم في مناطق عديدة بأبين جنوب اليمن من خلال استغلال المساجد واعتبرت الأمم المتحدة تلك الجماعات والتنظيمات ضمن لائحة العار السنوية باستخدامها للأطفال بالاستقلال سواء في المساجد أو في الاعتداء على المدارس والمستشفيات.


أعداد ضحايا الصراع 


وبين الشاطري أن تقرير للأمم المتحدة رصد مقتل 159 طفلاً، وكذا جرح 363 آخرين الأعوام الماضية، ومن بين هؤلاء 31 قتيلاً و28 جريحاً سقطوا جراء المواجهات بين القوات الحكومية وعناصر القاعدة وأنصار الشريعة في محافظة أبين. كما قتل 14 طفلاً وأصيب 29 آخرون نتيجة الأحداث التي شهدتها خلال السنوات القليلة الماضية أظهرت بشكل كبير جداً مشكلة تجنيد الأطفال في اليمن، مشيراً إلى أن الظاهرة تستند إلى ثقافة قبلية ودينية تشجع على حمل السلاح. 


ولفت إلى أن تجنيد الأطفال في صفوف الحوثيين يصل إلى ما نسبته 50% مقابل 40% لمجندين أطفال يقاتلون في صفوف القبائل والجيش والجماعات الدينية المسلحة، وهذا ما أشارت الية منظمة سياج للطفولة.


واختتم الشاطري تصريحه لـ"اليمن العربي "، بالقول: "خلال العام الحالي يسقط العديد من الأطفال جراء زجهم في المعارك التي تشنها جماعة الحوثي في عدن ولحج والضالع يتجاوز عدد ماذكرة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة المشار آلية.. وبالمقابل مايقوم به أنصار الشريعة المنتمي للقاعدة باستغلال الأطفال المستمر".