وزير الداخلية الألماني: كان من الممكن القبض على مهاجم برلين قبل تنفيذه الاعتداء

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

صرح وزير الداخلية الاتحادي توماس دي ميزير، بأن اعتقال منفذ هجوم برلين أنيس العمري قبل قيامه بالهجوم في شهر ديسمبر الماضي كان ممكناً.

 

وقال دي ميزير اليوم الثلاثاء بصفته شاهدا أمام لجنة التحقيق الخاصة بقضية العمري بالبرلمان المحلي لولاية شمال الراين-فيستفاليا إنه كان ممكناً إصدار أمر اعتقال في نهاية شهر أكتوبر كحد أقصى بعدما أكدت تونس هوية العمري، واستدرك قائلا: "إلا أنه لم تتم حتى محاولة ذلك".

 

وسأل الوزير اليوم أمام اللجنة: "لماذا استلزم إصدار وثيقة جواز سفر بديل أكثر من ثلاثة أشهر عند استيضاح الهوية؟"، لافتاً إلى أن مهلة الثلاثة أشهر لم تكن سارية في حالة العمري أيضاً، لأن العمري أسهم بنفسه في تأخير الإجراءات بسبب هوياته الوهمية.

 

وخفف دي ميزير من أقواله أمام اللجنة قائلا: "كان يجب على الأقل تقديم طلب حينها. كان لابد من المحاولة".

 

ولكن برنهارد كرتشمر، المحقق الخاص المكلف من حكومة الولاية بالتحقيق في حالة العمري، كان قد خلص إلى نتيجة أخرى، مفادها أنه وفقاً للوضع القانوني الساري لم يكن ممكناً اعتقال العمري، مؤكدا أنه لم يتم التحقق من وجود أوجه تقصير من جانب السلطات الأمنية بالولاية.

 

وكتب بيرنهارد كرتشمرفي تقريره عن حالة العمري أمس الإثنين أنه لم يكتشف أوجه قصور كبيرة ساعدت على وقوع الهجوم "وليس هناك شيء يمكن النظر فيه من ناحية جنائية"، وقد حاولت السلطات فعل ذلك حتى بناء على قانون الأجانب.

 

وذكر كرتشمر أن العمري كان ملزماً، على أية حال، بمغادرة البلاد بعد رفض طلب لجوئه، لكن تونس ظلت تدعي على مدار فترة طويلة أنها لا تعرفه، وتعذر إبقاؤه في سجن الترحيل لعدم ورود أوراق هوية، كما أن انتهاكاته لقانون الإقامة لم تكن كافية لحبسه، وفقا لقرارات قضائية سارية.

 

ولكن المعارضة في البرلمان المحلي للولاية أعربوا عن تشككهم في هذا التقرير بصفته تقريرا تم إعداده بتكليف من الحكومة المحلية بالولاية.

 

يذكر أن العمري قام بهجوم دهس بشاحنة في أحد أسواق أعياد الميلاد (الكريسماس) وسط العاصمة الألمانية برلين يوم 19 ديسمبر الماضي، ما أودى بحياة 12 شخصاً على الأقل وإصابة 50 تقريباً.

 

وأعلن تنظيم  داعش بعد ذلك مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي، وأكد أن العمري أحد جنوده.

 

وكان العمري قد أقام قبل ذلك لمدة عام ونصف العام تقريبا في ألمانيا، واستخدم أكثر من عشر هويات مزورة، وتم تصنيفه كمصدر خطر على الأمن العام في ألمانيا، وتم مراقبته من جانب الشرطة، واحتجازه لفترة قصيرة إلا أنه أطلق سراحه بعد ذلك.

 

وعلى الرغم من كل ذلك استطاع تنفيذ الهجوم الإرهابي.

 

ويشار إلى أن صحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية الأسبوعية كشفت في عددها الصادر أول أمس الأحد أن المكتب المحلي لمكافحة الجرائم بولاية شمال الراين-فيستفاليا الألمانية، حذر بالفعل وزارة الداخلية المحلية بالولاية في شهر مارس عام 2016 من احتمالية قيام العمري بالتخطيط لهجوم.