بعد تفجيرات لندن.. لماذا تخشى بريطانيا الاصطدام بالإخوان المسلمين؟

أخبار محلية

بريطانيا - ارشيفية
بريطانيا - ارشيفية

بعد التفجيرات الإرهابية بالقرب من البرلمان البريطاني، والتي راح ضحيتها أكثر من قتيل ومُصاب، وجه بعض الخبراء والساسة أصابع الاتهام لجماعة الإخوان المسلمين في بريطانيا، حيث تعتبر لندن معقل الإخوان في أوربا.


وطرحت هذه التفجيرات تساؤل في غاية الأهمية حول هل تقر المملكة المتحدة اعتبار جماعة الإخوان المسلمين مُنظمة إرهابية على غرار الحرس الثوري الإيراني.


من غير المتوقع أن تتخذ بريطانيا خطوات عملية وحقيقية في مواجهة جماعة الإخوان أي من غير المتوقع أن تتخذ الحكومة قرارا بحظر أنشطة الجماعة وإن اتجهت نحو تقييد بعض هذه الأنشطة والحد منها.


وهو ما قد يجد تفسيره في ضوء عاملين: الأول، تدرك الحكومة البريطانية جيدا أن اتخاذ أي قرار في هذا الخصوص سيمنح من يتخذ ضده القرار اللجوء إلى القضاء البريطاني الذي سيطلب الكثير من الأدلة لإصدار حكم بتأييد هذا الحظر، وهو ما قد يواجه صعوبات جمة في تقديم مثل هذه الأدلة من جانب الحكومة.


 حيث أن الكشف عن هذه المعلومات بصورة كلية أمام القضاء قد يفتح الباب لحالة من عدم الاستقرار السياسي داخل الدولة في ضوء رد الفعل المتوقع من جانب أنصار الجماعة وحلفائها إذا ما اتجهت النية إلى حظرها واعتبارها جماعة إرهابية.


 ولا شك أن إدراك الجماعة لمثل هذه التخوفات الحكومية يمنحها درجة عالية من الأريحية في الرد على مثل هذه الخطوة، كما عبر عن ذلك أيضا «إبراهيم منير» بقوله: «لسنا في حاجة للابتعاد عن بريطانيا، فنحن لم نرتكب جرما، ولم نخرق القانون.. وإن إدارة الجماعة ليست من لندن، والقرارات التنظيمية لا تخرج من عندنا، والمكتب مجرد مقر للتجمع الرئيس، حيث يتقابل الأعضاء ويضعون استراتيجية للبقاء في أمان نسبيًا».


أما السبب الثاني، فيتعلق بمصالح بريطانيا في المنطقة، فسعي الحكومات البريطانية المتعاقبة إلى تدعيم علاقاتها مع مثل هذه الجماعات إنما يأتي في إطار توظيفها لتعظيم مصالحها مع دول المنطقة وقادتها.


فالمتابع لتوجهات السياسة البريطانية حيال المنطقة يجد دعمًا مستمرًا لبعض الجماعات وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين بما يفسر في ضوء حرصها على الوجود المستمر في ملفات المنطقة.