كاتب سعودي يصف المخلوع بـ"الشيطان".. ويكشف عن علاقة الإخوان بالقاعدة

أخبار محلية

اليمن العربي

  

هاجم كاتب سعودي الرئيس المخلوع صالح واتهمه بعلاقات مع تنظيم القاعدة ومع جماعات إسلامية متشددة، مستندا إلى وثائق مسربة.

 

وتحت عنوان "الشيطان.. "علي عبدالله صالح" كتب هاني سالم مسهور مقالا مطولا لصحيفة "الجزيرة" السعودية.

 

ويقول الكاتب إن الاستخبارات الأمريكية أفرجت عن وثائق أخرى، وجدت مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، عندما قامت الولايات المتحدة بعملية تصفيته في (مايو 2011م).

 

وبحسب الكاتب فقد "تحدثت الوثيقة التي هي رسالة من ابن لادن عن اعتبار بقاء "علي عبدالله صالح" مكسبًا عظيمًا لتنظيم القاعدة الإرهابي، وعن مساعي التنظيم لعقد هدنة معه. وجاء النص الحرفي في الرسالة بـ"وهناك مسألة مهمة أود أن أنوه إليها، وهي أن أمريكا ودول الخليج سعوا عمليًّا لتغيير نظام علي عبدالله صالح؛ ما يُظهر أن هذا الوكيل غير كفء عندهم، ويعرفون معرفة تامة بحجم الفساد الإداري والمالي الهائل، وأن هذه الأجواء أعطت تربة خصبة لكل الاتجاهات لكي تنمو وتنشر أفكارها، ومن أهم هذه الاتجاهات وأقواها الاتجاه الإسلامي بجميع طوائفه، من الإخوان والسروريين والسلفيين والسلفيين الجهاديين. إن بقاء هذا النظام أقل سوءًا مما لو جاء علي سالم البيض الذي له سابقة بالفتك بالإسلاميين؛ فإنه إن تسلّم السلطة فسيبطش بالحركة الإسلامية بجميع طوائفها".

 

ويضيف: "قد يتساءل الكثيرون: لماذا يحرص تنظيم القاعدة على وجود نظام علي عبدالله صالح؟ فهذه الوثيقة الأمريكية لا تكشف كامل الحقيقة؛ فالذي يجعل هذه العلاقة أكثر ارتباطًا هو أن "علي عبدالله صالح" أبرم اتفاقًا واضحًا مع الإسلاميين، الذين يمثلهم الشيخ القبلي عبدالله بن حسين الأحمر. فبحسب مذكراته ذكر أنه والرئيس الأسبق صالح اتفقا على أن يلعبا دورًا مزدوجًا للإطاحة بالشريك السياسي في الوحدة اليمنية، وكان ذلك الاتفاق مدخلاً، تم به تصفية الحزب الاشتراكي أولاً، ثم غزو الجنوب في صيف 1994م".

 

ويشير الكاتب إلى أن "الوثيقة الأمريكية أكدت الجزء الآخر من الاتفاق؛ فلقد عمل "الإخوان المسلمون" في اليمن على توفير كل ما يمكن لنقل مئات أفراد تنظيم القاعدة من أفغانستان والصومال خلال الفترة من (1990م حتى 1994م)؛ فلقد انتشر مئات المقاتلين العرب في اليمن، وتركز وجودهم خلال تلك الفترة في مناطق صنعاء وأرحب وعمران والبيضاء شمالاً، وفي الجنوب انتشروا في أبين وشبوة".

 

ويتابع: "بعد أن وقّع كل من علي سالم البيض وعلي عبدالله صالح برعاية ملك الأردن الحسين بن طلال وثيقة العهد والاتفاق، قرر المخلوع صالح في 27 إبريل 1994م شن الحرب على الجنوب مستخدمًا أفراد تنظيم القاعدة كرأس حربة في تلك الحرب معتبرين أن سكان الجنوب ماركسيون ملحدون بموجب فتاوى دينية وُزّعت على جبهات القتال آنذاك. هذه هي الصفقة الأهم بين علي عبدالله صالح والإرهاب، وهو ما هدد به علي صالح الجميع في لقائه مع قناة العربية في مارس 2011م عندما قال إنه سيفتح الطريق لعناصر القاعدة لضرب كل مؤسسات الدولة".

 

ويذهب الكاتب إلى أن "ما كشفته الوثيقة الأمريكية هو إضافة إلى شهادات عناصر تنظيم القاعدة التي سجلت ووثقت في تأكيدهم أن نظام علي صالح استقطبهم عبر جماعة "الإخوان المسلمين"، وتم تسليمهم رتبًا عسكرية ومرتبات ومعسكرات تدريب، عملت لاحقا في تشكيل شبكات تهريب المخدرات والاتجار بالبشر. كما أن هذه التشكيلات الإرهابية استخدمها المخلوع صالح في ابتزاز الولايات المتحدة وكذلك السعودية؛ فلقد كان اليمن حاضنًا لهذه الجماعات الإرهابية ومنطلقًا لعملياتها في المنطقة والعالم".

 

ويختتم مقاله بالقول: "الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وعلاقته بالإسلاميين، سواء الإخوان أو السلفية الجهادية أو القاعدة أو الدواعش، علاقة لها تأصيل ثابت؛ فهو جزء لا يمكن تجزئته من هذه التنظيمات الإرهابية. ولعل واحدًا من دلالات ذلك تسليم المكلا لعناصر القاعدة بعد أسبوع واحد من إطلاق عاصفة الحزم".