شركة إماراتية تبشّر جماهير ريال مدريد في الخليج بمنتجات دون "صليب"

أعلنت شركة إماراتية رائدة في قطاع التجزئة ومدرجة في سوق دبي المالي، خبراً يحمل بشرى سارة لجماهير نادي العاصمة الإسبانية ريال مدريد في دول مجلس التعاون الخليجي.

وحسب مصادر خليجية، أبرمت شركة (ماركة) الإماراتية، الثلاثاء الماضي، اتفاقية مع النادي الملكي الإسباني لمدة خمسة أعوام؛ تتضمن حصولها على الحقوق الحصرية لـ "تصنيع وتوزيع وبيع مختلف المنتجات التي تحمل اسم النادي وشعاره" في الدول الخليجية كافة.

وتضيف المصادر، أن الشركة الإماراتية توصلت أيضاً إلى اتفاق مع النادي الإسباني، الذي يرأسه فلورنتينو بيريز، يمنح (ماركة) بموجبه توزيع منتجات ريال مدريد في المنطقة الخليجية؛ على غرار القمصان، والأحذية، والألعاب، والمناشف، والسراويل، والمعاطف، وغيرها، بدون "الصليب" المسيحي الموجود في شعار "الملكي".

وفي تصريح له، أكد نائب رئيس مجلس إدارة (ماركة)، خالد المهيري، الرئيس التنفيذي للشركة، في تصريحات لوكالة رويترز، أن لريال مدريد نسختين من "شعاره" لسوق الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن الشركة سوف تستخدم الشعار الخالي من "الصليب" المسيحي؛ "لمراعاة الحساسيات الثقافية"، على حد قوله.وأشار المهيري إلى "ضرورة مراعاة الحساسية ببعض المناطق الأخرى في الخليج تجاه المنتجات التي تحمل الصليب"، خاصة أن هذه المنطقة فيها غالبية مسلمة بنسبة ساحقة، تتجنب ارتداء أي منتجات لها صلة مباشرة بالأديان الأخرى كالمسيحية واليهودية وغيرها. ولحل الإشكالية الخاصة بشعار ريال مدريد، ستُدخل الشركة الإماراتية تعديلاً "طفيفاً" على "لوغو" النادي الملكي؛ يتمثل بإزالة "الصليب" المسيحي الذي يقع فوق التاج الذي يعلو الشعار الكبير.

وأوضح، حسب موقع "الخليج أونلاين" أن الخطوة تأتي في إطار استراتيجية واسعة تنتهجها الشركة الإماراتية منذ انطلاقتها في 2014، للتوصل إلى اتفاقيات حصرية مع الأسماء والعلامات التجارية العالمية الكبيرة، مثل نادي ريال مدريد؛ من أجل تحقيق التميز في العروض التي توفرها لعملائها من الشرائح المتوسطة والفاخرة في قطاعات التجزئة الرياضية، والأزياء، والضيافة، في الإمارات والمنطقة الخليجية.

ونوّه بأن مبيعات نادي العاصمة الإسبانية في دول الخليج ستبدأ بحلول مارس/آذار المقبل، متوقعاً في الوقت نفسه أن تجني الشركة الإماراتية أرباحاً تصل قيمتها إلى 200 مليون درهم، في حين سيتم التركيز على السعودية في العام الجاري.

في الجهة المقابلة، كشفت صحيفة آس الإسبانية، الأربعاء، تغيير شعار نادي ريال مدريد الإسباني وإزالة الصليب الموجود به لإصدار منتجات النادي الملكي وبيعها في دول الخليج العربي.

وأضافت الصحيفة أن "النادي الملكي يحاول التكيّف مع طبيعة الأجواء في دول الخليج تحديداً، حيث إن الأغلبية في هذه المنطقة يتبعون الإسلام، ويحاول النادي الاستجابة للمطالب التي وجهت له على مدار السنوات الماضية".

وفي خطوة مماثلة تعود إلى عام 2014، وافق نادي العاصمة الإسبانية على إزالة الصليب حين استخدمه راعيه بنك أبوظبي الوطني، مع الإشارة إلى أن "طيران الإمارات" تُعد الراعي الرسمي لقميص ريال مدريد، إضافة إلى أندية من العيار الثقيل في القارة الأوروبية.

وفي يناير/كانون الثاني 2015، أبرمت الشركة الإماراتية اتفاقاً مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)؛ لتدشين أول متجر متعدد الأقسام في العالم ومطعم يحملان سمات دوري أبطال أوروبا في الإمارات، تحت اسم "يويفا تشامبيونز ليغ إكسبيرينس".

ويحظى ريال مدريد بشعبية جارفة في أرجاء العالم كافة، وخاصة في دول الخليج، التي يحرص مواطنوها بشكل لافت على متابعة مباريات الفريق "الملكي" في مختلف المسابقات المحلية والقارية والعالمية، كما يتهافتون على استقبال نجومه كلما حلّ النادي الإسباني ضيفاً في الخليج، كما حدث في الإمارات وقطر في السنوات القليلة الماضية.

ودأب عدد كبير من الخليجيين على السفر إلى إسبانيا من أجل حضور المباريات الكبيرة لريال مدريد، مثل مواجهات "الكلاسيكو" مع الغريم التقليدي برشلونة، علاوة على لقاءات "الميرنغي" في مسابقة دوري أبطال أوروبا، التي يحمل رقمها القياسي في عدد مرات الفوز بها (11 مرة)، بفارق مُريح عن أقرب مُطارديه؛ ميلان الإيطالي.

ويضم ريال مدريد في صفوفه كوكبة لامعة من أبرز نجوم "اللعبة الشعبية الأولى في العالم؛ على غرار الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو، والنفاثة الويلزية غاريث بيل، ومتوسط الميدان الألماني توني كروس، وزميله الكرواتي لوكا مودريتش، والمهاجم الفرنسي كريم بنزيما، والظهير البرازيلي مارسيلو.

وهيمن الفريق الملكي، بقيادة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، في 2016 على البطولات القارية والعالمية؛ بفوزه بلقبي دوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبية، علاوة على التتويج بكأس العالم للأندية، التي أقيمت في ديسمبر/كانون الأول الفائت.

ويتصدر ريال مدريد جدول ترتيب الدوري الإسباني، ولديه مباراة مؤجلة أمام فالنسيا، في حين أوقعته قرعة الدور ثمن النهائي من "أمجد الكؤوس الأوروبية" في مواجهة مع نابولي الإيطالي، لكنه ودّع منافسات كأس ملك إسبانيا من دور الثمانية.