سر تشبث المليشيا بعقبة "ثرة" بأبين (تقرير خاص)

أخبار محلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

على الرغم من تحرير قوات الجيش والمقاومة مسنودين بالتحالف العربي لمحافظة أبين جنوب اليمن بالكامل خلال فترة وجيزة أواخر عام 2015 م، من قبضة مليشيا الحوثي والمخلوع، إلا انها لا زالت تواجه صعوبة في تحرير ما تبقى من مديرية ميكراس الرابطة بين محافظتي أبين والبيضاء .

وبخلاف مناطق أبين شرعت المليشيا الانقلابية في التخندق والتمترس جيداً في سلاسل ميكراس الجبلية ما يثير التساؤل حول سر تشبث المليشيا بالمنطقة .

ويرى مراقبون لـ " اليمن العربي " ان عقبة ثرة في مديرية ميكراس تعد البوابة الرئيسية لمحافظة البيضاء من اتجاه محافظة أبين، وفي حال تمكنت قوات الجيش والمقاومة من اجتيازها فإنها بذلك ستنقل المعارك إلى محافظة البيضاء وستفتح عدة جبهات على المليشيا ما قد يفقدها السيطرة على المحافظة الاستراتيجية خلال فترة وجيزة .

كما يرون ان المليشيا لا تجيد التمركز في الصحاري والأراضي البرية المفتوحة كما هي طبيعة الأرض في أبين مما ساعد في انهيارها كما ساعدت السلاسل الجبلية الوعرة في ميكراس في تشبثها وصعوبة تقدم الجيش والمقاومة .

ومن المؤكد انه في حال تمكنت قوات الجيش والمقاومة من اجتياز عقبة ثرة بمكيراس فإن طريق الامداد سيكون مفتوح إلى مقاومة البيضاء في الجبهات الداخلية ما سيعجل بتحرير المحافظة الاستراتيجية التي في حال تم تحريرها فإن ذلك يعني تحرير ما تبقى من محافظة شبوة بالكامل كما يعني نقل المواجهات إلى ذمار القريبة من صنعاء .

لتظل بذلك الأهمية الاستراتيجية وجبال مكيراس الوعرة عاملان رئيسيان في تشبث مليشيا الحوثي والمخلوع الانقلابية في المنطقة كما هي عادتها التشبث في المناطق الجبلية والمناطق الاستراتيجية الأكثر خطورة عليها .

وعلى من كل ما سبق فإنه لن يظل هناك من عائق أمام قوات الجيش والمقاومة في حال كانت هناك عملية عسكرية مشتركة بحجم المنطقة ووعورتها مما سيسهل من اجتيازها كما نجحت قوات الجيش والمقاومة من اجتياز عقبة فرضة نهم شرق صنعاء الأكثر من عقبة ثرة في الأهمية والأكثر منها في الوعورة .

نبذة عن عقبة ثرة ومنطقة مكيراس

طريق عقبة ثرة مكيراس في اليمن يعتبر من أكثر الطرق صعوبة في العالم لكثرة منعطفاته، تم شقه في مطلع ستينات القرن الماضي بإشراف المهندس البريطاني (شيبي) وذلك إبان وجود المحمية البريطانية في مكيراس آنذاك، وقد بلغت منعطفاتها 52 منعطفاً. وكانت عقبة ثرة وعرة وضيقة وقد تم إعادة تأهيلها وتوسعتها واختصار كثير من منعطفاتها في عام 1988م وذلك على حساب البنك العربي الإسلامي .

تكمن أهمية مديرية مكيراس في كونها منطقة ذات موقع استراتيجي فريد ومطل على محافظة أبين في الجنوب الشرقي، ومحافظة البيضاء في الشمال الغربي، وهي أيضا منطقة حصينة تشتهر بالزراعة والسياحة والإرث التاريخي لعدد كبير من المواقع الأثرية.

وتقع بلدة مكيراس الريفية على طول سلسلة جبال الكور التي تمتد من يافع إلى شبوة، وتعد من أهم البلدات

الزراعية في محافظة أبين، ولعبت في الماضي دوًرا في الصراعات المسلحة بين شطري البلاد، ولا زالت تلعب هذا الدور حاليا، كما أنها كانت محور اهتمام البريطانيين إبان احتلالهم عدن.

ترتفع مدينة مكيراس الاستراتيجية عن سطح البحر 2170 متًرا، ويبلغ عدد سكانها نحو 45 ألف نسمة، على امتداد مساحة 1153 كيلومتًرا. وكانت إبان دولة الجنوب السابقة تتبع محافظة أبين ليتم ضمها إدارًيا بعد وحدة عام 1990 إلى محافظة البيضاء، التي تبعد عنها 20 كيلومتًرا، وفيها أنشا البريطانيون مطاًرا جوًيا لنقل المواد الغذائية إلى مكيراس عاصمة المدينة، ومنها يتم نقل الخضراوات والفواكه التي كانت ولا تزال تنتجها مكيراس، إلى عدن. وقبل الوحدة الاندماجية التي تمت بين الجنوب والشمال بأعوام، عّبد الصينيون (عقبة ثرة) الشاهقة التي تربط عاصمة السلطنة العوذلية لودر سابًقا­ مع مكيراس التي تعد جزًءا من سلطنة العواذل في أبين شمال شرقي عدن، قبل استقلال الجنوب اليمني عن الاستعمار البريطاني في نهاية ستينات القرن الماضي، حيث كانت تعد العاصمة الثانية، بعد مدينة زارة، ومقر نائب سلطان العواذل.

وتتميز مكيراس بجوها المعتدل على مدار السنة، عدا أشهر الشتاء التي عادة ما يكون بردها شديدا.

ويوجد فيها مطار كان يستخدم إلى أيام الوحدة بين شمال اليمن وجنوبه، وشيده البريطانيون إبان احتلالهم دولة الجنوب في الخمسينيات .