دبلوماسية اليمن تُعزز علاقة استراتيجية مع دول الخليج لمواجهة التحديات

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

أحدث الانقلاب على السلطة الشرعية في اليمن تغيراً دراماتيكيا في المنطقة باعتبار أن تداعياته الخطيرة أصبح ليس على اليمن فحسب بل على دول الخليج لما يمثله الانقلاب من صله مباشرة مع إيران.


ولأن الانقلاب تجسد خطره على دول المنطقة فقد بات من الضروري استنفار الدبلوماسية الخارجية اليمينة معها الأشقاء من دول الخليج، وهو ما تمثل من خلال التحركات السياسية والعسكرية والانسانية منذ نهاية مارس من العام المنصرم.


ورغم أن وزير الخارجية كان تحت الاقامة الجبرية التي فرضها الانقلابيون (الحوثي، وصالح) في يناير من العام المنصرم إلا أن الرئيس هادي قام بتعيين الدكتور رياض ياسين ليلعب بعدها دورا مهما مع دول الخليج في توصيل خطر الانقلاب إلى المجتمع الدولي.


وخلال الفترة الذي قضاها ياسين في الخارجية اليمنية تمكن بنشاط متواصل في تعرية الانقلاب عبر الاعلام الذي وصل من خلاله الصورة الوحشية للانقلابيين وانتهكاتهم لحقوق الانسان، إضافة إلى عمله الدبلوماسي المتواصل مع دول الخليج.


وقامت الدبلوماسية اليمنية في التواصل الدائم مع المملكة العربية السعودية والتي تعتبر أكثر الدول مساعدة لليمن في جميع المجالات، وشكلت محورا قويا في تقليص حجم المليشيات على الأرض عسكريا، وتخفيف معاناة المواطنين النازحين جراء الحرب.


تحركات سياسية وعسكرية وانسانية


وسعت الدبلوماسية الخارجية لليمن في التحرك على مسارين وهو المسار السياسي والإنساني، وقد أثمر سياسياً في تثبيت شرعية اليمن من قبل المملكة العربية السعودية عبر عاصفة الحزم والذي احدثت توازن عسكري استطاعة أن تعيد الشريعة إلى مدينة عدن كعاصمة مؤقته.


وأما إنسانياً، فقد أثمرت الدبلوماسية في السعي عبر مركز سلمان للإغاثة الانسانية في توصيل المساعدات منها ما هو بطريقة مباشرة ومنها ما هو بالتنسيق مع الأمم المتحدة.


وتقدمت العلاقات بشكل أقوى بين الخارجية اليمنية ودولة الإمارات، ودخلت الإمارات بقوة في مجال العسكري في اليمن وكانت قواتها في مقدمة تحرير المناطق الجنوبية اليمنية.


وأدى التواصل الدائم بين الخارجية والحكومة الشرعية ودولة الإمارات إلى تعزيز الجانب الإغاثي، إضافة إلى إعادة ترميم المرافق الحكومية في عدن عقب تحريرها، واستطاعة أن تنجزها في وقت قياسي.


ودخلت الخارجية اليمنية  منعطف جديد بتعيين عبدالملك المخلافي السياسي والذي بدأ يطرح لمسته التي تضيف للنجاحات رونقا آخر.


فقد قامت  الخارجية اليمنية بالتواصل مع قنوات جديدة علي راسها  دولة البحرين، وقد أكدت البحرين في أكثر من لقاء جميع بين وزير الخارجية اليمني ووزير خارجية البحرين وقوف الأخيرة مع شرعية اليمن.


وتعتبر دولة البحرين من الدول الذي دعمت بقوات من جيشها ضد قوات الانقلاب سواء على مستوى الحدود اليمنية السعودية أو بمشاركتها الفاعلة في المناطق الجنوبية ومأرب ضمن قوات التحالف العربي.


وفي العلاقات الذي سعت إلى تجسيدها الخارجية اليمنية مع دولة عمان فقد سبق وأن اجتمع وزير خارجية اليمن بوزير خارجية عمان بن علوي وأكد دعم بلاده للشرعية في اليمن.


ويعتبر لقاءات الخارجية وتواصلها مع سلطنة عمان وتأكيداتها على دعم الشرعية في اليمن ضربه لانقلاب في اليمن إذ يعتبر الحوثيين أن عمان محتضنه للقاءاتهم ويعبر عن توافق السلطة مع الحوثيين غير أن وقوف عمان مع الشرعية ضرب الانقلاب في الصميم.


وأما دولة الكويت فقد نتج عن زيارة وزير خارجية اليمن عبدالملك المخلافي نهاية ديسمبر من العام المنصرم للكويت علاقات قوية وتعزيز وقوف الكويت إلى جانب الشرعية ورفض الانقلاب.


ورحبت الكويت في هذه الزيارة في أي مقترح أن تكون المشاورات في بلدها، بدورها عززت الخارجية اليمنية مع دولة قطر التعاون المستمر بين البلدين، وجاءت زيارة وزير الخارجية المخلافي للدوحة تأكيد على هذه العلاقات لا سيما زيارته الأخيرة والتي غادر عقبها مباشرة من الدوحة إلى جنيف للتفاوض بشأن تطبيق قرار مجلس الأمن.


وتبدو التحركات الدبلوماسية لليمن مع دول الخليج توثيق لعلاقة استراتيجية على المدى البعيد لا سيما مع تصاعد التدخلات الإيرانية في اليمن والمنطقة بشكل عام.