إلى أي مدى نجحت الإجراءات الأمنية في إعادة الاستقرار إلى المناطق المحررة؟

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

شهدت المناطق التي تم تحريرها من القوات الموالية للحوثيين والرئيس السابق صالح، عمليات أمنية عدة، تنوعت بين الاغتيال والتفجير والسطو المسلح وقيام مجموعات مسلحة بمهام الدولة.

 

وكانت مدينة عدن، بجنوبي اليمن، مسرحاً لكثير من تلك العمليات، رغم اعتبارها عاصمة مؤقتة، ووجود كثير من مسئولي الدولة والبعثات الدبلوماسية فيها.

 

ويشير ما حدث عقب تحرير تلك المناطق إلى وجود تصور خاطئ للحالة الأمنية فيها، حيث قررت الحكومة اليمنية العودة إلى عدن دون إعطاء أي اعتبار للوضع الأمني فيها.

 

غير أن العمليات التي استهدفت مقر الحكومة اليمنية في فندق القصر، ومقرا لقوات التحالف، قبل أشهر بعدن، دقت ناقوس الخطر.

 

تأخر غير مبرر

وأدى تأخر الحكومة اليمنية في ترتيب الأوضاع الأمنية بالمناطق المحررة، بالإضافة إلى التأخر في دمج أفراد المقاومة الشعبية في الأجهزة الأمنية والعسكرية، إلى تعقيد الوضع الأمني في المناطق المحررة، بعد أن وجدت مجموعات مسلحة، إرهابية وغيرها، في هذا الفراغ فرصة لترتيب وضع تلك المناطق على طريقتها.

 

وبرغم الدعوات المبكرة إلى ترتيب الأوضاع الأمنية في المناطق المحررة، حتى لا تجد قوات الشرعية نفسها بحاجة إلى خوض حرب جديدة لتحريرها من جماعات مسلحة أخرى، إلا أن التصور الخاطئ للوضع الأمني لم يشجِّع على التجاوب الجاد مع مثل تلك الدعوات.

 

ومع مرور الوقت كان المشهد الأمني يتعقد أكثر، ولم يكن أمام الحكومة وقوات التحالف من خيار غير مواجهته، بغض النظر عن الكلفة التي ضاعفها تأخير لا مبرر له.

 

ترتيبات مؤثرة

وبرغم محاولة تلافي الأخطاء التي ساهمت في تعقيد المشهد الأمني، من خلال دمج عناصر من المقاومة في الأجهزة الأمنية والعسكرية، وإرسال قوات تابعة لدول التحالف إلى المناطق المحررة، والبدء بتفعيل دور الأجهزة الأمنية، إلا أن العمليات الإرهابية استمرت، وكان أبرزها العملية التي أودت بحياة محافظ عدن، اللواء جعفر محمد سعد.

 

غير أن تلك العمليات، رغم تصاعدها، كانت تشير إلى وجود قلق حقيقي لدى المجموعات المسلحة من الترتيبات الأمنية التي تقوم بها الحكومة الشرعية بدعم ومساندة وإشراف من قوات التحالف، كما بدت دائرة تحركات تلك الجماعات تضيق شيئا فشيئا، خصوصا بعد تعيين محافظ ومدير أمن لمحافظة عدن يحظيان بشعبية واسعة.

 

وما يمكن أن يؤخذ على مثل هذه الإجراءات هو أنها كانت انتقائية، أو بدت كذلك، فلم تحظ باقي المناطق المحررة بذات الاهتمام الذي حظيت به مدينة عدن، غير أن اعتبارات عدة تقف وراء هذا الاهتمام، أهمها أن عدن عاصمة مؤقتة، وتضم كافة مسئولي الدولة.

 

نموذج مأرب

وتبدو محافظة مأرب النموذج الأكثر نجاحا، مقارنة بباقي المناطق المحررة، كما تؤكد ذلك العمليات المحدودة التي شهدتها المحافظة خلال الأشهر الماضية.

 

ويعود هذا الأمر إلى عدم خضوع مأرب لسيطرة تامة من قبل القوات الموالية للحوثيين وصالح، حيث بقيت أهم مناطقها، ومن بينها مركز المدينة ووادي عبيدة، خارج سيطرة تلك القوات، بالإضافة إلى وجود قيادة عسكرية ومدنية للمحافظة أدارت أمورها بنجاح. 

 

اختراق

وتشير عملية الاختطاف التي تعرض لها مراسل الجزيرة في اليمن، الصحافي حمدي البكاري، إلى نجاح قوى الانقلاب في اختراق بعض مناطق المقاومة، حيث تمت العملية في مناطق سيطرتها.

 

لكن وضع مدينة تعز يبقى استثنائياً، فالمدينة غير محررة بالكامل، بالإضافة إلى وجود ضغط عسكري يؤثر بشكل كبير على إدارة العملية الأمنية داخل المربعات المحررة، علاوة على الحصار المفروض على المدينة.

 

نجاح

وبرغم أن الإجراءات الأمنية في المناطق المحررة لم تعالج كل جوانب الاختلال الأمني، إلا أنها نجحت في الحيلولة دون انزلاق تلك المناطق إلى فوضى يصعب السيطرة عليها.