بروفايل .. الرجل الذي يخشاه الحوثيون

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

يعد وزير الدفاع اللواء محمود سالم الصبيحي، من أبرز الشخصيات العسكرية التي تخشاها جماعة الحوثي الإنقلابية، لما عرف عنه من حنكة عسكرية وقدرة على إدارة المعارك العسكرية.


كما عرف عن اللواء الصبيحي، أنه رجل صارم ويقوم بحسم أي قضايا ويرفض تأجيلها أو ترحيلها إلى فترات لاحقة، إلى جانب تواجده الدائم في الميدان ورفضه البقاء في المكاتب بعيداً عن أفراد الجيش من ضباط وصف ضباط وجنود الأمر الي أدى إلى خلق روابط قوية قل ما تجدها بين آمر ومأمورين.


من هو الصبيحي ؟

اللواء الصبيحي الذي رفض الرئيس عبدربه منصور هادي التخلي عنه أو تعيين بديلاً له ، هو قائد عسكري من مواليد 1948 م، مديرية الصبيحة، محافظة لحج، حاصل على بكالوريوس علوم عسكرية من الكلية العسكرية عدن 1976م وماجستير علوم عسكرية من أكاديمية فرونزا في الإتحاد السوفيتي 1982م إلى جانب دورة قيادة وأركان من نفس الاكاديمية 1988م.


تقلد عدد من المناصب القيادية العسكرية منها مدير الديوان بوزارة الدفاع لجمهورية اليمن الديمقراطية التي كانت قائمة قبل العام 1990م  خلال عامي 1976-1978م ثم أركان حرب لواء ملهم 1982-1986م، ليتولى بعد ذلك قيادة اللواء 25 ميكا 1986-1988م ثم قائد الكلية العسكرية عدن 1988-1990م.


وعقب قيام الوحدة اليمنية تولى اللواء الصبيحي مهام نائب مدير الكلية الحربية 1990-1993م، ثم عاد ليقود اللواء 25ميكا خلال عامي 1993-1994م، حيث إختفى عقب قيام حرب صيف 1994م، ليعين في العام 2010 مستشاراً للقائد الأعلى للقوات المسلحة ويرقى إلى رتبة لواء.


وفي مارس 2011م، تم تعيينه قائداً لمحور العند واللواء 201 ميكا حتى أبريل 2013م حيث جرى تعيينه قائداً للمنطقة العسكرية الرابعة، وفي نوفمبر 2014م تم تعيينه وزيراً للدفاع في حكومة "بحاح".


عينه الحوثيون رئيساً للجنة الأمنية العليا بعد الإنقلاب الذي قاموا به مطلع العام 2015م على الشرعية الدستورية، ولكنه تمكن من الهروب إلى عدن وأجتمع بالرئيس هادي الذي عينه قائماً بمهام وزير الدفاع بعد تقديم حكومة خالد بحاح استقالتها في 22 يناير 2015، ولكن الحوثيين أستطاعوا القبض عليه خلال الموجهات التي شهدتها محافظة لحج بين القوات الشرعية التي كان يقودها الصبيحي وقوات الحوثي والمخلوع صالح.


إنجازات الصبيحي :

لمع أسم اللواء الصبيحي مع سيطرة أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة على محافظة أبين القريبة من محافظة عدن، حيث عمل الصبيحي الذي كان أنذاك قائداً لمحور العند على تأمين عدن والحد من تقدم أنصار الشريعة بإتجاهها والوقوف في وجه العناصر التي سهلت سقوط أبين وتحجيم خطورتها ثم مشاركة اللواء سالم قطن الذي كان أنذاك نائباً لرئيس هيئة الأركان العامة في تحرير المحافظة من عناصر القاعدة في معركة أطلق عليها "معركة السيوف الذهبية".


وعقب تعيينه قائداً للمنطقة العسكرية الرابعة، قام بوضع خطة للقضاء على عناصر تنظيم القاعدة في محافظتي أبين الواقعة في إطار منطقته وشبوة الواقعة في إطار المنطقة العسكرية الثالثة.


وفي منتصف العام 2014م قاد معارك عنيفة ضد تنظيم القاعدة الذي عرف عنه أنه خصم شرس، في تضاريس صعبة، وحقق نجاحاً عسكرياً أعاد للمؤسسة العسكرية في اليمن إعتبارها، بعد الهزائم التي منيت بها على يد القاعدة خلال الأعوام السابقة.


وقبل ذلك نجح في تحرير مقر المنطقة العسكرية الرابعة بمحافظة عدن بعد ساعات من سيطرة عناصر ينتمون للقاعدة عليه، حيث قاد شخصياً معركة التحرير التي تكللت بالنجاح وبالقضاء على كافة العناصر التي سيطرت على مقر القيادة.


لماذا يخشاه الحوثيين؟

عقب اجتياح جماعة الحوثي للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014م، بدأت جماعة الحوثي بعملية إخضاع المحافظات إما بالقوة أو بالإستسلام، ومع وصول الجماعة إلى محافظة الحديدة، ظهر اللواء الصبيحي قائد المنطقة العسكرية الرابعة في ثاني أيام عيد الأضحى في أحد معسكرات المحافظة، وهو يوجه قيادة وضباط وافراد اللواء بعدم السماح لمسلحي الحوثي بدخول المحافظة ومواجهتهم عسكرياً لمنع ذلك.


وأُعتبر اللواء الصبيحي، أول قائد عسكري يصدر هذه التوجيهات، خاصة بعد الخنوع الذي اظهره وزير الدفاع آنذاك اللواء محمد ناصر أحمد الذي كان يطالب قوات الجيش بعدم الدخول في إشتباكات مسلحة مع عناصر الحوثي وهو ما سهل دخولها المحافظات.


وقوبلت توجيهات الصبيحي بإستجابة واسعة في معسكرات الجيش بتعز التي قامت على الفور بوضع خطة عسكرية لمنع تقدم الحوثي وسيطرته على المحافظة كما حصل في الحديدة والبيضاء وأب وغيرها من المحافظات.


كما أن الصبيحي منع إنتشار ما كان يعرف باللجان الشعبية في محافظة أبين في شوارع محافظة عدن وأمرهم بالعودة إلى محافظتهم، مؤكداً أن الجيش قادر على تأمين عدن وأنه سيعتقل اي مسلحين ينتشرون في عدن تحت أي مسمى.


وإزاء هذه الإجراءات مارست جماعة الحوثي ضغوطاً كبيرة ليكون اللواء الصبيحي في حكومة "بحاح" التي تم تشكيلها في نوفمبر 2014، وهدفت الجماعة من هذه الخطوة تجريد الصبيحي من سيطرته على الألوية التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة ونجحت في ذلك.


ولكن اللواء الصبيحي وخلال عمله كوزيراً للدفاع قلب توقعات جماعة الحوثي حيث لم يكن في طوع أمرها ورفض أكثر من مرة تنفيذ مطالبها بشن هجوم عسكري بري وجوي على محافظة مأرب التي فشلت عناصرها في إقتحامها لقوة قبائلها ووقوف الجيش هناك معها.


وعقب الإنقلاب الحوثي على شرعية الرئيس هادي ووضعه وكبار رجال الدولة تحت الإقامة الجبرية بالعاصمة صنعاء، عادت الجماعة لتمارس ضغطاً كبيراً على اللواء الصبيحي للقبول بترأس اللجنة الامنية العليا التي قامت بتشكيلها، حيث وافق على ترأسها دون أن يبدي أي موقف من هذا الإنقلاب.


ومع وصول الرئيس هادي إلى مدينة عدن بعد إفلاته من الحصار الحوثي الذي كان مفروضاً عليه، تمكن اللواء الصبيحي من الفرار إلى عدن حيث نجح بعد أيام من وصوله في قمع التمرد الذي قاده قائد قوات الأمن الخاصة بعدن الموالي لجماعة الحوثي العميد عبدالحافظ السقاف خلال ساعات ثم شكل قوة عسكرية لمواجهة التحرك الحوثي بإتجاه العاصمة المؤقتة عدن، ولكن الخيانات التي تعرض لها أدت إلى سقوطه في أسر الجماعة الحوثية في 25 مارس 2015م .


شروط الجماعة لإطلاق سراح الصبيحي ورفقاءه :

ترفض جماعة الحوثي وصالح الإنقلابية حتى الأن إطلاق سراح اللواء الصبيحي ورفقاءه اللواءين فيصل رجب وناصر منصور هادي.


وكشفت مصادر سياسية عن شروط جديدة وضعتها الجماعة لإطلاق سراح الصبيحي تمثلت في مغادرة البلاد وتعهده والمجتمع الدولي بعدم مشاركته في أي معارك يخوضها الجيش الوطني ضد القوى الإنقلابية وهو ما ترفضه السلطة الشرعية التي تنتظر عودة وزير الدفاع لقيادة معارك تحرير المحافظة.


ويرى مراقبون أن مخاوف الحوثي تعود إلى القبول والتأثير الإيجابي للواء الصبيحي على ضباط وأفراد الجيش، الذي يرافقه في أي مواجهات عسكرية ويرفض البقاء في مراكز القيادة، على عكس كثير من القيادات العسكرية الحالية، وهو ما يجعله من القادة العسكريين القليلين الذين يحظون بإحترام وتقدير أي عسكري أو ضابط ميداني في أي جيش.